لن تنسى نيجيريا عام 1994. في ذلك العام شارك منتخبها لأول مرة في بطولة كأس العالم بعد 64 عاماً على انطلاقها.
ورغم أنها كانت المشاركة الأولى لـ "النسور" إلا أنها ستبقى في الذاكرة بعد أن قدّموا أداء مميّزاً ونتائج لافِتة في زمن جيلهم الأبرز، جيل رشيدي ياكيني ودانيال أموكاشي ونوانكو كانو وصنداي أوليسيه وجاي جاي أوكوشا وغيرهم.
انطلاقة "النسور" في البطولة كانت مُزلزلة حيث ألحقوا الهزيمة 3-0 ببلغاريا هريستو ستويتشكوف التي ستعود وتتأهّل إلى نصف النهائي بعد فوزها على ألمانيا بطلة العالم. لا يزال احتفال ياكيني بهدفه ماثلاً في الأذهان وأحد أجمل لقطات ذلك المونديال عندما أمسك الشباك وراح يصرخ.
في المباراة الثانية، قدّمت نيجيريا أداء مميزاً أمام الأرجنتين وخسرت بصعوبة بالغة 1-2 بهدفي كلاوديو كانيجيا، واختتمت دور المجموعات بالفوز على اليونان 2-0 لتتأهّل إلى الدور الثاني. في هذا الدور كاد أن يصنع النيجيريون "المعجزة" عندما تقدّموا على إيطاليا 1-0 حتى قبل دقيقتين من نهاية المباراة ، لكن روبرتو باجيو قلَب الأمور وأدرك التعادل ثم عاد ومنح "الآتزوري" الفوز في الوقت الإضافي. خرج "النسور" من المونديال على وقع تصفيق العالم.
النسور سينقلون تألّقهم إلى مونديال 1998 مع تواجد معظم جيلهم الذهبي. سيبدأون البطولة بفوز تاريخي على إسبانيا 3-2 ثم على بلغاريا مجدّداً 1-0 قبل الخسارة في مباراة تأدية واجب أمام الباراغواي لينتقلوا متصدّرين إلى الدور الثاني، لكن المفاجأة حصلت بسقوطهم الكبير أمام الدنمارك 1-4.
غير أن المشوار في مونديال 2002 كان مُغايراً حيث وقع المنتخب النيجيري في المجموعة الأقوى وتلقّى ثلاث هزائم أمام الأرجنتين والسويد وإنكلترا ليودّع من الدور الأول.
مونديال ثالث للنسيان سيكون له ذيوله الوخيمة، إذ أن الكرة النيجيرية ستشهد لاحقاً هبوطاً في المستوى وغياباً في المواهب ما أدّى إلى فشل التأهّل إلى مونديال 2006 ثم الخروج من الدور الأول في مونديال 2010 قبل العودة في مونديال 2014 إلى الدور الثاني مع جيل جون أوبي ميكيل وفيكتور موزيس والحارس فينسنت إينياما حيث ودّع "النسور" بالخسارة أمام فرنسا.
من مونديال 2014 سينتقل المنتخب النيجيري بعد أيام إلى مونديال 2018. "النسور" تمكّنوا من حجز مكانهم في روسيا عن جدارة بعد أن تصدّروا مجموعتهم الأقوى في التصفيات التي كانت تضمّ الجزائر والكاميرون وزامبيا. لم يخسر النيجيريون أية مباراة.
ما يميّز المنتخب النيجيري حالياً هو وجود العديد من المواهب بقيادة الخبير القائد أوبي ميكيل. مركز الثقل في التشكيلة النيجيرية يكمن في الهجوم حيث يتواجد أليكس إيوبي وكيليشي إيهياناتشو وأحمد موسى فضلاً عن موزيس.
وعلى غِرار التصفيات فإن نيجيريا جاءت في النهائيات في مجموعة صعبة مع الأرجنتين (للمرة الرابعة) وكرواتيا وأيسلندا، فهل يحلّق "النسور" أيضاً هذه المرة؟
المصدر : الميادين نت
Views: 5