تشكل جريمة اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة واحدة من جرائم أغتيال العقول الكثيرة التي ارتكبتها قوى الشر والعدوان الصهيو أمريكية في دول المنطقة وفق خطة ممنهجة لحرمان هذه الدول من العلماء الذين يقودون تقدمها ونهضتها العلمية وبهدف إبقائها في حالة من الضعف والتخلف العلمي والتكنلوجي ليبقى العدو الاسرائيلي متفوقا على الجميع . من منا لايذكر جرائم القتل والاغتيال التي طالت عشرات العلماء والخبراء العراقيين قبل الغزو الامريكي للعراق وإبان هذا الغزو حتى أن الرئيس الامريكي جورج بوش طلب من الحكومة العراقية تسليمه قائمة تتضمن خمسة واربعين عالما عراقيا قبل الغزو وعندما لم توافق قام اثناء الغزو بملاحقة وتصفية هؤلاء واحداً واحداً وكان هذا الأمر القاضي بإفراغ العراق من علمائه أحد أهم أهداف الغزو ليس للولايات المتحدة الأمريكية فحسب وإنما للكيان الصهيوني أيضا الذي كان شريكا لواشنطن في هذه الجرائم كلها. ومنذ الايام و الأشهر الأولى للحرب الإرهابية على سورية جرى استهداف الارهابيين للعلماء السوريين في مختلف المحافظات السورية بأوامر من رعاتهم ومشغليهم في الغرب وكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بغارات مباشرة ومتواصلة على مراكز البحوث العلمية لتدميرها وقتل كوادرها والخبراء فيها ولا تعد ولا تحصى جرائمه ضد هذه المراكز من خلال قصفها بالصواريخ في جمرايا ومصياف وحلب وغيرها حتى بات معروفا أن خطة العدوان الإرهابي الصهيوني تسعى للقضاء على البنية العلمية والتكنولوجية السورية بشرا وحجرا أينما وجدت . وفي إيران واصلت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية ملاحقة العلماء الإيرانيين واغتيالهم ولم تتوقف هذه العملية يوما واحداً تحت ذريعة تعطيل المشروع النووي والصاروخي الإيراني حتى أنها كانت تلاحق هؤلاء خارج الحدود وفي بلدان الإيفاد وجاء اغتيال العالم الكبير المتميز محسن فخري زادة بواسطة مجموعة ارهابية مدربة من ما يسمى منظمة مجاهدي خلق ليشكل تصعيدا خطيرا واستفزازيا في الأيام المتبقية من رئاسة ترامب لجر إيران إلى حرب تفيد في خلط الأوراق الأنتخابية لصالح ترامب لكن هذه اللعبة لن تنطلي على القيادة الإيرانية التي تمرست في مواجهة ألاعيب البيت الأبيض في الوقت الذي سترد بقوة واقتدار على هذه الجريمة النكراء لامحالة وهي التي ستختار زمان ومكان الرد المناسبين وليس أعداؤها . tu.saqr@gmail.com
Views: 5