تحالف ثلاثي روسي صيني إيراني في انتِظار الرئيس بايدن.. وتوقّعات روسيّة ببدء تفكّك أمريكا في غُضون عشر سنوات.. وقِيام نظام عالمي جديد على أنقاضها.. أين العرب من كُل هذه التطوّرات؟ ولماذا تستثمر الصين 400 مِليار دولار لإخراج إيران من عُنق زُجاجة مضيق هرمز؟
التحدّي الأكبر الذي سيُواجهه الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن هو التّحالف الثّلاثي الروسي الصيني الإيراني، وسيجد إيران بسببه مُختلفة كُلِّيًّا إذا ما حاول العودة للتّفاوض معها لصياغة اتّفاق نووي جديد.
فالسّنوات الأربع التي حكم فيها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، لم تَجلِس القِيادة الإيرانيّة مكتوفة الأيدي، ونجحت، رغم العُقوبات، في توسيع نُفوذها الإقليمي، والحِفاظ على استِقرار البِلاد داخليًّا، والتّعاطي بقبضة حديديّة مع الكثير من الاحتِجاجات التي حظيت بدَعمٍ أمريكيّ وأوروبيّ لإنهاك النّظام، وبالتّالي إسقاطه.
هذا التّحالف الثّلاثي الجديد الذي تعمّق بفِعل مُبالغة الرئيس ترامب في فرض العُقوبات الاقتصاديّة على أضلاعه الثّلاثة، هو الذي عزّز لُحمتها، ومكّنها، وإيران بالذّات، من امتِصاص آثارها، بينما كان حُلفاء واشنطن في الخليج يُبدّدون ثرواتهم الماليّة النفطيّة في شِراء أسلحة أمريكيّة لم تَعُد قادرةً على توفير الحِماية لهُم.
مُناورتان عسكريّتان جاءتا تتويجًا للحِلف الثّلاثي المذكور، الأولى في كانون الأول (ديسمبر) عام 2019 في مِياه الخليج وبحر عُمان والمُحيط الهندي، والثّانية في أيلول (سبتمبر)، أيّ قبل شهرين تقريبًا في القوقاز.
ولعلّ سعي الدول الثّلاث ومعها الهند ودول آسيويّة وإفريقيّة أخرى لتأسيس نظام عالمي أمني جديد على أنقاض النّظام الحالي الأمريكي، مدعومًا بعُملةٍ مُوحّدةٍ لإطاحة الدّولار من عرشه العالمي، هو الخطر الأكبر الذي يُهدّد أمريكا وحُلفاءها، ولهذا السّبب تنبّأ الخبير مايك داوودا كوف في حديث لصحيفة “فزغلياد” الروسيّة، أنْ تبدأ أمريكا في التّفكّك في غُضون عشرة أعوام، مُشيرًا إلى دعوة إلين ويست رئيس الحزب الجُمهوري في تكساس لتشكيل “اتّحاد ولايات” يلتزم بالدستور الأمريكي يضم الولايات ذات الأغلبيّة الجُمهوريّة البيضاء، وأشار داوودا كوف إلى تشكيل كاليوفورنيا واريغون وواشنطن تحالفًا من الولايات الغربيّة بصُورةٍ مُستقلّة عن المركز الفيدرالي لتتعامل مع فيروس كورونا.
الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة أكّدت الانقِسام الأمريكي، فنِصف الشّعب الأمريكي يقبل بنتائجها، والنّصف الثّاني يرى إنّها مُزوّرة، ومَهمّة بايدن في توحيد البِلاد تبدو صعبةً جدًّا إن لم تكن مُستحيلةً رغم نواياه الحسَنة.
إيران لن تكون في موقع الضّعيف في أيّ مُفاوضات قادمة حول الاتّفاق النووي، حسب العديد من الخُبراء السوفييت ومن بينهم داوودا كوف، فقد طوّرت ترسانة صاروخيّة ضخمة، وأكّدت تقارير للمُخابرات الأمريكيّة أشارت إليها مجلّة “فورن أفيرز” في موقعها على الإنترنت، أنّ إيران تتفاوض حاليًّا مع موسكو لشِراء طائرات “سو 30” ودبّابات “تي 90” ومنظومة صواريخ “إس 400” الدفاعيّة بعد رفع حظر الأسلحة عنها، وفشَل إدارة ترامب في تمديده في آب (أغسطس) الماضي في مجلس الأمن.
الصين رصدت 400 مِليار دولار للاستِثمار في قِطاع النّفط والغاز والبتروكيماويات والموانئ والطّرق البريّة وبناء خط أنابيب يمتدّ إلى المُحيط الهندي بعيدًا عن مضيق هرمز، وتمويل وتجهيز موانئ تصدير إيرانيّة في تشاباهاز وجاسك، لتعزيز القوّة الإيرانيّة اقتصاديًّا وعسكريًّا.
أين العرب من كُل هذه التطوّرات.. إنّهم يُطبّعون، أو نسبة كبيرة منهم، مع إسرائيل لشِراء “حِمايتها”، وشِراء صفقات أسلحة لم تمنع الصّواريخ اليمنيّة من الوصول إلى مُنشآت أرامكو في جدّة وناقِلات النّفط في موانِئها، ناهِيك عن بقيق وخريص.
“رأي اليوم”
Views: 1