عاد القلق والرعب ليجتاح العالم مرة أخرى، بعد أن تسببت طفرة جديدة من فيروس كورونا، في جعل المملكة المتحدة التي كانت في يوم ما تلقب بـ «بريطانيا العظمى» معزولة عن باقي دول العالم. حالة التأهب رفعت في أكثر من 40 دولة، فالسلالة الجديدة والتي اصطلح عليها بـ «كوفيد20» أشد انتشاراً من سابقتها، وهو ما يقلق خبراء الأوبئة في العالم. • بداية الظهور أول حالة تم اكتشافها للسلالة الجديدة من كوفيد20 كانت في بريطانيا خلال تحقيق في سبب استمرار ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في منطقة «كينت» أثناء فترة إغلاق في شهر تشرين الثاني الماضي. وجدت هيئة الصحة العامة في إنكلترا مجموعة من الحالات ناجمة عن متغير به عدد كبير من الطفرات، عندما دققوا في التسلسل الجيني لمجموعة من حالات الفيروس التي تم جمعها في الأشهر السابقة، وجدوا أن الطفرة الجديدة ظهرت لأول مرة في منطقة «كينت» في 20 ايلول الماضي، كما ظهرت حالة أخرى في لندن. وعقب ذلك بدأت الحالات الجديدة بالظهور وبشكل سريع في مناطق مختلفة من بريطانيا.
• لماذا يتخوف العلماء؟ علماء الأوبئة يقولون أن ما يثير الدهشة في الطفرة الجديدة من كوفيد-20، هو عدد الطفرات التي تحملها، حيث هناك 23 متغيراً في الشفرة الجينية للفيروس، ستة من هذه المتغيرات لا يمكنها التأثير عليه، لكن باقي المتغيرات إن حدث فيها شيء فيمكن للفيروس تغيير سلوكه. وفق العلماء فإن المتغيرات الأكثر إثارة للقلق هي تلك التي تكون متواجدة في «البروتين الشائك» الذي يكون على سطح الفيروس، حيث يعمل هذا البروتين على مساعدة الفيروس على غزو الخلايا وهو الهدف الذي تعمل عليه كل اللقاحات حيث تستهدف هذا البروتين وتدمره. هناك متغير يطلق عليه اسم «دلتا 69/70»، هذا المتغير يمكنه مساعدة الفيروس على تجنب الأجسام المضادة التي تكون موجودة في أجساد الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح، أو أصيبوا بالفيروس من قبل وتم علاجهم. كيف العمل مع اللقاحات؟ يرى العلماء أن اللقاحات المتوفرة في الوقت الحالي، مثل لقاح شركتي «فايزر» و«بيونتك» المعتمد من كثير من دول العالم، والذي بدأ يستخدم على نطاق واسع، لا تحتاج إلى أي تعديل، فهذا اللقاح يعمل على منح الأشخاص الذين يتلقونه مجموعة كبيرة من الأجسام المضادة التي تعطل الفيروس عن طريق التهام أجزاء مختلفة منه. وبهذا فحتى إن تغيرت طفرة الفيروس، فذلك لن يمنحه الأفضلية في مقاومة اللقاح، رغم أن بعض العلماء الآخرين يرون أن اللقاح قد يصبح أقل فعالية إلى حد ما، لكن التأثير قد يكون ضئيلًا.
Views: 5