وزع أعضاء تابعون للحزب الديمقراطي في الكونغرس الأمريكية، أمس الجمعة، مسودة مادة لعزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي تحمل عنوان “التحريض على التمرد”.
وتتهم المسودة، التي حصلت شبكة “إن بي سي” الأمريكية على نسخة منها، “دونالد ترامب بالمشاركة في جرائم وجنح كبيرة من خلال التحريض عمدا على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة”
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ييقف بجوار زوجته ميلانيا ترامب وابنته إيفانكا ترامب قبل أن يلقي خطاب قبوله كمرشح رئاسي عن الحزب الجمهوري لعام 2020 في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن، 27 أغسطس/ آب 2020
وتسعى المواد في حالة الموافقة عليها إلى منع ترامب من الترشح للرئاسة مرة أخرى.
وتدعو الوثيقة إلى “مساءلة ترامب بناء على بند واحد هو التحريض على تمرد”، لافتة إلى أن ترامب عرض الأمن الأمريكي ومؤسسات الحكومة إلى “خطر كبير”.
وأضافت أن ترامب
“هدد سلامة النظام الديمقراطي وتدخل في انتقال سلمي للسلطة وعرض قطاعا من الحكومة للخطر وخان الأمانة بصفته رئيسا”.
ويحدد الدستور الأمريكي للرئيس فترتي حكم، حتى لو لم يكونا متتاليين.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أمس الجمعة، إنه في حالة عدم تنحي ترامب، فإنها أصدرت تعليمات للجنة القواعد في المجلس بالمضي قدما في تحرك لمساءلته بغرض العزل استنادا إلى التعديل رقم 25 في الدستور الأمريكي والذي ينص على عزل الرئيس عندما يكون غير قادر على القيام بواجباته الرسمية.
واتهمت نسخة من مسودة بنود المساءلة يتداولها أعضاء الكونغرس فيما بينهم ترامب “بالتحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة” في محاولة لقلب نتيجة الانتخابات التي خسرها أمام بايدن.
وأرسل ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ مذكرة إلى أعضاء المجلس الجمهوريين تتضمن جدولا زمنيا مفصلا لعقد محاكمة بغرض العزل.
وأشار إلى أن المجلس سيَعقد في 19 يناير كانون الثاني أول جلسة عمل له وأنه يحتاج إلى موافقة كل الأعضاء البالغ عددهم مئة للاجتماع في موعد سابق لهذا، مما يعني أن المحاكمة لن تبدأ قبل أن يخرج ترامب من المنصب وذلك حسبما قال مصدر اطلع على الوثيقة.
وقال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض “عزل الرئيس دونالد ترامب قبل 12 يوما من انتهاء رئاسته لن يؤدي إلا لزيادة الانقسام في البلاد”.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس يومي الخميس والجمعة أن 57 بالمئة من الأمريكيين يرغبون في إزاحة ترامب عن المنصب فورا في أعقاب العنف.
وتسبب دور ترامب في التشجيع على الفوضى يوم الأربعاء في صدع آخذ في الاتساع داخل الحزب الجمهوري.
وقال بن ساس، وهو سناتور من ولاية نبراسكا ينتقد ترامب كثيرا، لقناة (سي.بي.إس نيوز) إنه سيفكر “حتما” في العزل لأن الرئيس لم يحترم يمين توليه المنصب.
وقالت السناتور الجمهورية ليزا مركاوسكي أمس الجمعة إنه ينبغي على ترامب التنحي فورا، وإنه إذا لم يكن بمقدور الحزب الجمهوري النأي بنفسه عنه فإنها غير متأكدة من استمرارها بالحزب.
وأضافت لصحيفة آنكوريدج ديلي نيوز أنها ترغب في خروج ترامب من المنصب وقالت “لقد تسبب في ما يكفي من الضرر”.
ولم يتضح ما إذا كان المشرعون سيتمكنون من عزل ترامب من المنصب لأن أي مساءلة ستؤدي إلى محاكمة في مجلس الشيوخ الذي لا يزال الجمهوريون يتمتعون بنفوذ فيه كما يتعين تصويت ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم مئة بإدانته حتى يتسنى عزله.
وأجرى مجلس النواب مساءلة لترامب في ديسمبر/ كانون الأول 2019 لأنه ضغط على الرئيس الأوكراني حتى يجري تحقيقا بشأن بايدن لكن مجلس الشيوخ برأ ساحته في فبراير/ شباط 2020.
ولتفعيل التعديل رقم 25، يتعين على مايك بنس نائب الرئيس وعلى أغلبية حكومة ترامب إعلانه غير قادر على أداء واجبات الرئاسة.
وقال أحد المستشارين إن بنس يعارض فكرة استخدام التعديل.
واقتحمت حشود من أنصار الرئيس الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، الحواجز التي وضعتها الشرطة حول مبنى الكونغرس. وصعد أنصار الرئيس الأمريكي إلى الباحة الرئيسية للمبنى، ورفعوا أعلاما مناصرة لترامب، ورددوا هتافات رافضة لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أسفرت عن فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
وإثر نجاح أنصار ترامب في دخول المبنى، دعت شرطة الكونغرس، أعضاء مجلس النواب، إلى أن يأخذوا أقنعة الغاز من تحت مقاعدهم وأن يكونوا مستعدين لاستخدامها، فيما أظهرت صور ومقاطع فيديو الشرطة الأمريكية تطلق الغاز المسيل للدموع، في محاولة لمنع المزيد من أنصار الرئيس المنتهية ولايته من اقتحام مبنى الكونغرس.
سبوتنيك
Views: 0