لا يدل هذا العدد الكبير من العقوبات وبهذا التواتر المتسارع إلا على سياسة أمريكية مضطربة وهوجاء إن لم نقل سياسة فاشلة وصلت إلى حد الإفلاس ولم يعد بيدها سوى سلاح العقوبات الاقتصادية التي تعرف قبل غيرها أنه غير مجدٍ في كثير من الأحيان، وسبقت هذه التصرفات الرعناء انسحابات هستيرية بالجملة قام بها ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض، منها الانسحاب من اتفاقية المناخ الموقعة في باريس والانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة وأخيراً وليس آخراً الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وهو الانسحاب الذي استفز حلفاءه وأقرب المقربين للولايات المتحدة من الدول الأوروبية.
وها هو الاتحاد الأوروبي يقابل قرار ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بالرفض وبموقف موحد رغم التهديدات الأمريكية الحادة وفرض العقوبات على الشركات الأوروبية، بل كان للقرار نتائج عكسية، حيث بدأ الكثيرون في أوروبا يصفون أمريكا«بشرطي العالم الاقتصادي»، كما شرع الزعماء الأوروبيون بالهرولة إلى روسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي طالبت أن يكون لأوروبا قرارها المستقل عن أمريكا، وبدوره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيكون في لقاء قريب مع الرئيس بوتين في مسعى للإبقاء على الاتفاق النووي والانضمام إلى اصين وروسيا وباقي دول العالم في الحفاظ عليه.
لا يمكن أن نقول: إن تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية «صفر على الشمال»، فما من شك أن هناك مفاعيل سلبية لكون العولمة «حولت العالم إلى قرية صغيرة» شديدة الترابط والتأثير المتبادل لكن التجارب السابقة أثبتت أن هذا التأثير كان محدوداً وليس كما يبالغ الإعلام الأمريكي ومن لفّ لفَّه، ففي ظل حصار خانق وعقوبات أمريكية وغربية امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً لم تتوقف عجلة التطور في إيران، بل تقدّمت تقدماً مذهلاً علمياً وتكنولوجياً وعسكرياً ووصلت إلى الفضاء ودخلت نادي الدول النووية للاستخدام السلمي، وحزب الله وللمرة الثالثة تفرض الإدارة الأمريكية العقوبات الشديدة عليه وعلى قياداته ولم يضعف ولم يتراجع، بل ازداد قوة ومنعة وخاض حربين كبيرتين ضد العدو الصهيوني وانتصر بهما.
لقد بات واضحاً أن السياسة الأمريكية فقدت توازنها وخلت من أي حكمة وانعدمت فيها المصداقية بعد انقلابها على المواثيق والالتزامات والاتفاقات الدولية التي وقعت عليها وغدت قراراتها تقوم على البلطجة والتجبّر، وتحول ساكن البيت الأبيض إلى «كاوبوي» مسعور يضرب خبط عشواء ذات اليمين وذات الشمال وتصيب شروره القريب قبل البعيد والحليف وغير الحليف، وهذا نتيجته مزيد من عدم الثقة بالسياسة الأمريكية وابتعاد دول العالم عنها مهما كانت سطوتها وأساليب هيمنتها
وها هو الاتحاد الأوروبي يقابل قرار ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بالرفض وبموقف موحد رغم التهديدات الأمريكية الحادة وفرض العقوبات على الشركات الأوروبية، بل كان للقرار نتائج عكسية، حيث بدأ الكثيرون في أوروبا يصفون أمريكا«بشرطي العالم الاقتصادي»، كما شرع الزعماء الأوروبيون بالهرولة إلى روسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي طالبت أن يكون لأوروبا قرارها المستقل عن أمريكا، وبدوره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيكون في لقاء قريب مع الرئيس بوتين في مسعى للإبقاء على الاتفاق النووي والانضمام إلى اصين وروسيا وباقي دول العالم في الحفاظ عليه.
لا يمكن أن نقول: إن تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية «صفر على الشمال»، فما من شك أن هناك مفاعيل سلبية لكون العولمة «حولت العالم إلى قرية صغيرة» شديدة الترابط والتأثير المتبادل لكن التجارب السابقة أثبتت أن هذا التأثير كان محدوداً وليس كما يبالغ الإعلام الأمريكي ومن لفّ لفَّه، ففي ظل حصار خانق وعقوبات أمريكية وغربية امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً لم تتوقف عجلة التطور في إيران، بل تقدّمت تقدماً مذهلاً علمياً وتكنولوجياً وعسكرياً ووصلت إلى الفضاء ودخلت نادي الدول النووية للاستخدام السلمي، وحزب الله وللمرة الثالثة تفرض الإدارة الأمريكية العقوبات الشديدة عليه وعلى قياداته ولم يضعف ولم يتراجع، بل ازداد قوة ومنعة وخاض حربين كبيرتين ضد العدو الصهيوني وانتصر بهما.
لقد بات واضحاً أن السياسة الأمريكية فقدت توازنها وخلت من أي حكمة وانعدمت فيها المصداقية بعد انقلابها على المواثيق والالتزامات والاتفاقات الدولية التي وقعت عليها وغدت قراراتها تقوم على البلطجة والتجبّر، وتحول ساكن البيت الأبيض إلى «كاوبوي» مسعور يضرب خبط عشواء ذات اليمين وذات الشمال وتصيب شروره القريب قبل البعيد والحليف وغير الحليف، وهذا نتيجته مزيد من عدم الثقة بالسياسة الأمريكية وابتعاد دول العالم عنها مهما كانت سطوتها وأساليب هيمنتها
Views: 11