منذ عشر سنوات بدأ ما يسمى بالحراك في سوريا تحت عناوين مختلفة، منها الحرية والديمقراطية والمطالبة بالحقوق.
ولكن كل هذه الشعارات انقلبت بعد أسابيع من انطلاقها إلى شعارات عكسية، وتسلح من يسمون أنفسهم ثوارا وبدأوا باستهداف الجيش السوري، وتدمير الدفاعات الجوية السورية ومهاجمة مؤسسات الدولة، إضافة إلى تشكيل عشرات عشرات الفصائل المسلحة المتشددة، مؤلفة من عناصر سورية وأجنبية، والتي حصلت على أسلحة متطورة جدا، واحتلت مساحات شاسعة من الأراضي السورية، وكانت خسارة الدولة السورية مئات مليارات الدولارات وتدمير آلاف المصانع والمدارس والمؤسسات وتشريد ملايين الناس وقتل أكثر من 600 ألف شخص.
فهل كان بالإمكان تجنب هكذا حرب دامية ومدمرة؟
عن ذلك يقول عضو المكتب السياسي للحزب القومي السوري الاجتماعي الأستاذ طارق الأحمد:
“نعم كان بالإمكان تجنب مثل هذه الحرب، لو كان عندنا معارضة وطنية، تعمل مع وطنها على السراء والضراء، لأن من سمات المعارضة أنها يمكن أن تعارض الحكومة وتقدم برامجها وتكون بناءة في معارضتها، لكن ليس أن يكون لدينا معارضة مراهنة على الخارج، وما حصل في سوريا أنه لدينا معارضين يراهنون على إسقاط النظام، كما حصل في العراق وجاءت المعارضة مع المحتل الأمريكي، لذلك لا يمكن أن تراهن على مثل هؤلاء، وهناك فرق بين أن تكون معارضا أو تكون انقلابيا، ولو لم يكن هؤلاء مراهنين على الخارج وأعطوا ذريعة لدول العدوان التي مولت الإرهاب على سوريا، لما استطاعت دول العدوان أن تشن حربا على سوريا”.
فيما تحدث رئيس تحرير جريدة المهاجر، غسان مقدسي، من الولايات المتحدة لبرنامج “نادي المستشرقين”، حول أسباب الحرب على سوريا قائلا: “لا يمكن أن نسمي ما حصل في سوريا ثورة لأن الذين بدأوا بما يسمونه “ثورة” هم من طيف واحد وخرجوا من المساجد بقيادة رجال دين، والمعروف أنه يوجد في سوريا أكثر من 18 طيفا، وكانت شعاراتهم طائفية منذ اليوم الأول للحراك، واختاروا علم الانتداب الفرنسي رمزا لهم، وبعد ذلك انقسموا إلى فصائل مثل “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها، وحملوا الأعلام السوداء”.
واتجهنا إلى كندا والتقينا بالمواطنة السورية روعة محوك، وسألناها كيف تنظر إلى عشر سنوات من الحرب، وهل يمكن تسمية ما حصل في سوريا بالثورة؟ فأجابت: “ما حصل في سوريا هو أبعد ما يكون عن الثورة، ما حصل هو دمار وتفتيت لتاريخ سوريا ونهب لخيراتها وسرقة آثارها وتدمير الوطن، نحن نعلم أن الثورة تكون ضد مستعمر أو من أجل إصلاح، لكن الذي شاهدناه خلال عشر سنوات أن من يسمون أنفسهم ثوارا دمروا بلدهم وقتلوا أبناءه بكل الطرق ونهبوا خيراتها لإرضاء دول أخرى”.
فيما تحدث المعارض السوري محمد وانلي من ألمانيا لـ”سبوتنيك” حول أحداث عشر سنوات من الحرب في سوريا: “لا نستطيع أن نقول إن “الثورة السورية” انتصرت، ولا نستطيع القول بأنها فشلت، ولكن بعد عشر سنوات يمكن أن نقول بأن “الثورة “بدأت ” وفق قوله.
كما تحدث المواطن السوري محمد الأسود ، من مدينة إدلب التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” الإرهابية، حول وضع هذه المدينة بعد سيطرة المعارضة عليها: “لم نجد سوى الخراب والقتل والدمار والتهجير خلال عشر سنوات مرت على سوريا، كما أن المدينة تعاني من فشل في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والخدمية والاقتصادية والتعليمية، كما أننا نعاني من انعدام الأمان، وتنتشر أعمل السرقة والخطف في كل الأوقات”.
ومن موسكو تحدث الدكتور زياد حيزان لـ “سبوتنيك” حول ما حصل خلال عشر سنوات في سوريا، فقال: “إن العشر سنوات التي مرت على سوريا، هي سنوات عجاف، ولا يمكن تسمية ما حصل بثورة، لأن الثورة لا يمكن أن تنطلق من الجوامع بل يجب أن تنطلق من الجامعات والمدن، وهذا يعني أنهم أرادوا استخدام الدين كسلاح لتحقيق أهدافهم ومآربهم، وأقصد هنا أهداف إسرائيل وأعوانها”.
من جهته يقول محمود الأفندي، الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية عما حققته “المعارضة” السورية، خلال عشر سنوات: “لا شك أنني مع التغيير في سوريا للأفضل، لكن للأسف منذ بدء الحراك تدخلت دول وبدأت تمول المظاهرات لإشعال حرب أهلية، ونحن كمعارضين نطالب بالسلمية ونحن لسنا بحاجة لحرب، وما حصل هو تدمير مؤسسات الدولة”.
نزار بوش – سبوتنيك
Views: 9