وشدد السيد نصر الله في كلمته حول آخر التطورات وذلك في مناسبة يوم الجريح المقاوم على ان هناك اسبابا عديدة ومتنوعة اوصلت الوضع الى ما نحن اليه واذا اردنا الحل يجب ان نعالج كل هذه الاسباب، فإذا بقي الهدر والفساد لا يوجد حل، واذا بقي سوء الادارة موجودا لا حل واذا استمر عدم التخطيط لا حل وإن لم نحي القطاع الزراعي والصناعي ونكون دولة منتجة وشعبا منتجا ولا نعيش على المساعدات والديون فلن يكون هناك حل.
واذ اكد اننا يجب ان لا نجعل الناس في حالة يأس ولا نضعهم بأوهام حول الحلول لفت ان الحل يبدأ بتشكيل الحكومة وهي المدخل والخطوة الاولى في مسار طويل لنصل الى الحلول، لاننا بحاجة لخطوات كبيرة وجبارة في السياسات المالية والاقتصادية وسياسة الاستدانة والتعاطي مع دول العالم في الشرق والغرب وآليات محاربة الفساد والتدقيق الجنائي.
ولفت انه اذا بقيت الادارة واليات العمل والتلزيمات والقضاء والمحاسبة مثل ما هي فالقروض التي تاتي سيُسرق جزء كبير منها، فهناك وضع متكامل وسلة كاملة وخطط مطلوب وضعها لنواجه المرحلة المقبلة.
وحول تشكيل الحكومة قال السيد نصر الله : اذا اتفق يوم الاثنين رئيس الحكومة المكلف مع رئيس الجمهورية على حكومة تكنوقراط غير حزبيين نحن موافقون، لكن من باب النصيحة ، هذه حكومة مطلوب منها مهام بهذا الحجم وخطوات جبارة وامور بحاجة لجرأة، هل حكومة الاختصاصيين تستطيع ان تحمل قرارات من هذا النوع وهل هناك اكتاف تحمل هذه الجبال؟
اضاف: انصح دولة الرئيس المكلف لكي نربح وقتا ولا نشكل حكومة تسقط في الشارع ان الكل يجب ان يحمل كرة النار هذه ولتشكل حكومة تكنوسياسية ولا تسمح لاحد ان يهرب من المسؤولية لأن من يهرب من المسؤولية وهو كان له دخل في كل السنوات الماضية يجب ان يحاكم.
وذكّر ان لا مانع لدينا بحكومة اختصاصيين ولكن هذه الحكومة لن تصمد ولن تستطيع ان تاخذ قرارات كبيرة يحتاجها البلد. ودعا جميع القوى السياسية لتوظيف امكانياتها الداخلية وعلاقاتها الخارجية في المساعدة.
واعتبر اننا في حال استمر التازيم في تشكيل الحكومة لدينا حلان: الخيار الاول العودة الى تفعيل الحكومة المستقيلة والثاني البحث عن حل دستوري فلا نستطيع الاستمرار في الوضع الحالي.
وحول الازمة النقدية شدد سماحته على ان حاكم مصرف لبنان يتحمل مسؤولية كبرى في الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية وتوجه اليه بالقول: مبرر وجودك في هذا الموقع ان تحمي العملة الوطنية واذا لم تقم بمسؤوليتك ما مبرر وجودك في هذه المسؤولية؟
وعن قطع الطرق قال انه لا يساعد في حل الازمة بل يعمقها لانك تقطع الطريق على العامل والمزارع والموظف وقال: انت يا قاطع الطريق تجوّع وتموت الناس وتذل الناس وجزء من معركة لا تعرف اي اهداف تخدم.
وقال ان مسؤولية الجيش والقوى والامنية فتح الطرق وكذلك القوى السياسية واذا لم ينفع ذلك للبحث صلة.
ودعا سماحته الاخوة في حزب الله الى مساعدة اهلهم وجيرانهم من راتبهم واكد ان كل ما نستطيع ان نقوم به نقوم به ولن نتخلى عن احد وهناك صندوق مساعدات سيتم انشاؤه للتبرع. ولفت اننا مصرون على ان هذا الوضع يجب ان يعالج ضمن المؤسسات والضوابط القانونية اضاف: لكن نحن لا سمح الله اذا وصل الوضع الى جوع حقيقي لن نتخلى عن مسؤوليتنا ولدينا خيارات ونحن سنلجأ الى هذا النوع من الخيارات.
واشار الى ان جزءا كبيرا من حزب الله لا يتقاضون راتبا بالدولار ومن يتقاضى راتبه بالدولار كثير منهم عليه ديون والتزامات وكثير من هؤلاء الاخوة بادروا بالتبرع بأجزاء من رواتبهم لمساعدة اهلهم او محيطهم.
السيد نصر الله كان اشار الى ان الامثلة كثيرة من اليمن وسوريا والعراق حول تشغيل المخابرات الاميركية لداعش والجماعات التكفيرية لتدمير الدول والجيوش كي تصبح “اسرائيل” هي الملجأ و”درة التاج” في هذه المنطقة وقال: يوما بعد يوم يتبين حقيقة هذه الجماعات الارهابية وحقيقة من يدعمها ويحركها.
واشار في مناسبة يوم الجريح المقاوم الى ان هؤلاء الجرحى كما عوائلهم ومجتمع المقاومة يزدادون وعيا يوما بعد يوما وأنهم اصيبوا في المكان الصحيح والشواهد تبين حقيقة ما جرى سواء بمواجهة العدو الاسرائيلي او الجماعات التكفيرية ومن كان يشغلهم ويدعمهم.
واضاف: بعض الجرحى كانوا بعد إصاباتهم بعضهم يعود الى الجبهة العسكرية او الى غيرها من الميادين يعبرون عن اخلاصهم ومواصلة الطريق لافتا ان جرحانا اقتدوا بالعباس بن علي(ع) وخلال مسيرتنا الطويلة صبروا وصمدوا وكانوا أهل الوفاء والايثار ولم يتخلفوا عن هذه المسيرة على الإطلاق وفي مختلف الميادين.
واشار ان العباس بن أمير المؤمنين(ع) اتخذ كرمز للجريح وهي احدى الصفات الاساسية لهذا الانسان العظيم لانه أصيب في كربلاء إصابات بالغة ولكنه لم ينسحب من المعركة وصمد حتى آخر لحظة ونفس وقطرة دم وهو رمز للصمود والعطاء والتضحية والإيثار والبصيرة النافذة.
السيد نصر الله بارك للجميع ولادة الامام الحسين(ع) والعباس بن علي (ع) والامام زين العابدين(ع) وايضا ولادة علي الاكبر (ع) وولادة الامام المهدي(عج) في 15 شعبان.
Views: 11