وقعت الصين وإيران اتفاقاً شاملاً يتضمن شراكة إستراتيجية بين البلدين، خلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى طهران وبلغ حجم الاستثمارات الصينية المنوي تنفيذها في هذا الاتفاق 400 مليار دولار لمدة 25 عاماً.
وكانت الصين قد وقعت اتفاقاً مماثلاً مع روسيا لجر الغاز الروسي من سيبيريا إلى الصين العام الماضي وبذلك تشكل الدول الثلاث كتلة اقتصادية كبيرة من أهم الكتل في عالم اليوم.
يأتي هذا التطور النوعي في العلاقات الروسية- الإيرانية- الصينية في ظل هجمة عدوانية أمريكية سافرة تشنها إدارة بايدن على الدول الثلاث بمؤازرة الاتحاد الأوروبي الذي عاد صاغراً لينطوي تحت جناح الإدارة الأمريكية الجديدة وليشترك معها في فرض العقوبات والحصار والضغوط الاقتصادية على دول العالم التي لا تماشي الولايات المتحدة الأمريكية في سياساتها العدوانية وتقف في وجه الهيمنة والتسلط الأمريكي.
لقد شكل صعود الصين وتفوقها الاقتصادي كابوساً للولايات المتحدة الأمريكية التي شعرت أنها بدأت تتدحرج إلى الوراء اقتصاديا أمام الصين فكيف إذا كانت الصين بشراكة إستراتيجية مع كل من روسيا وإيران وعلاقات متينة مع دول أخرى؟ ما يعني أن معركة إدارة بايدن مع الصين التي اعتبرتها أولوية خاسرة سلفاً والشراكة الإستراتيجية التي تقيمها الصين مع إيران اليوم تحد واضح للغطرسة الأمريكية وعقوباتها وضغوطها القصوى من أجل فرص شروط للعودة إلى الاتفاق النووي الذي لن تقبل إيران بتعديله تحت أي ظرف من الظروف.
هنري كيسنجر وزير الخارجية الأسبق والسياسي المخضرم استشعر الخطر من تفوق الصين فنصح إدارة بايدن بالتفاهم معها وقال: على الولايات المتحدة الوصول إلى تفاهم مع الصين حول نظام عالمي جديد لضمان الاستقرار وإلا سيواجه العالم فترة خطيرة مثل تلك التي سبقت الحرب العالمية الأولى وذكر أن الولايات المتحدة ستجد على الأرجح أن من الصعوبة بمكان أن تتفاوض مع خصم مثل الصين سرعان ما سيتفوق ويصبح أكثر تقدماً في بعض المجالات.
خلاصة القول إن وثيقة الشراكة الإستراتيجية التي تم التوقيع عليها في طهران بين إيران والصين تمثل خطوة بالغة الأهمية لكسر الأحادية القطبية الأمريكية وإقامة نظام عالمي جديد.
Views: 14