جاء الرد الإيراني على الإرهاب النووي الإسرائيلي الذي استهدف تخريب منشأة نطنز سريعاً وحاسماً حيث تم رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة وزيادة أجهزة الطرد المركزي إلى 1000 جهاز .
الرد الإيراني فاجأ واشنطن وأربك حساباتها في التعامل مع الملف النووي الإيراني، كما لم يستفد الكيان الصهيوني من العملية التخريبية شيئاً يذكر، فمنشأة نطنز عاودت العمل بسرعة وبطاقة أكبر وزاد تصميم إيران على المضي بمشروعها النووي السلمي من دون توقف.
أدعت واشنطن أنها لا تؤيد العملية التخريبية الإسرائيلية لأنها تعرقل المفاوضات الجارية في فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني ولاسيما بعد أن أبدت إدارة بايدن نيتها العودة إلى الاتفاق، وصرح الأخير بعد العملية أن على “إسرائيل” الكف عن التحرش بإيران.
لكن من يصدق أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك الوسائل التي تمنع الكيان الصهيوني من القيام بهذه العمليات، اللهم إلا إذا كان هناك تيار في الدولة العميقة الأمريكية هو من يشجع نتنياهو للاستمرار في عمليات التخريب ضد إيران بهدف عدم عودة واشنطن للاتفاق النووي الإيراني وهو هدف عمل له نتنياهو وحشد له كل إمكانياته منذ البداية.
لقد نشأ الكيان الصهيوني على العدوان والإرهاب ومارس شتى أنواع الإرهاب وصنوفه بما فيها الإرهاب النووي وهو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتملك ترسانة نووية تزيد عن مئتي رأس نووي يرهب بها كل دول المنطقة ولا يحرك العالم ساكناً حيال ذلك بينما تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد قيام إيران بممارسة حقها بامتلاك الطاقة النووية التي تصرح ليل نهار أنها للأغراض السلمية والسلمية فقط وأنها ليست بوارد التفكير بتصنيع السلاح النووي وبذلك يتضح حجم النفاق الغربي وفضائح المعايير الأمريكية الغربية المزدوجة.
على أي حال انقلبت محاولات التخريب النووي الإسرائيلي إلى عكس ما يتمناه نتنياهو وكيانه الصهيوني، فلا مفاوضات فيينا توقفت ولا المنشآت النووية الإيرانية تعطلت عن العمل بل تضاعفت إنتاجاً ونوعية، وإيران على طريق الانتصار في معركتها في الملف النووي وواشنطن ستعود إلى الاتفاق عاجلاً أم آجلاً وبشروط طهران من دون تراجع.
Views: 1