تكثر التساؤلات حول لقاح أسترازينيكا واحتمال حصول الجلطات، خصوصاً في ظل آراء متضاربة حول الأسبيرين كحل وقائي لتجنب الجلطة وميل البعض إلى اللجوء إليه على الرغم من المحاذير واحتمال أن يشكل خطراً على الحالة في حال حصول الجلطة. يشدد طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا على أن اللجوء سريعاً إلى الطبيب في حال ظهور أي أعراض بعد تلقي اللقاح حتى يكون التدخل الطبي والعلاجي المعتمد وفق المعايير الدولية فاعلاً.
ما طبيعة العلاج المتبع في حال التعرض للجلطة بعد تلقي لقاح أسترازينيكا؟
العلاج المعتمد، وفق المعايير الدولية، بعد لقاح أسترازينيكا تحديداً أو حتى بعد لقاح Johnson&Johnson، ويمكن أن يعتمد لاحقاً بعد لقاح سبوتنيك في حال ظهور حالات، لاعتبارها كلّها تعتمد على التقنية نفسها. فبعد تأكيد التشخيص على اثر تلقي اللقاح والتعرض إلى أعراض معينة خلال الاسبوعين إلى شهر من بعده كآلام الرأس وآلام المعدة والألم في الساق، على الشخص أن يلجأ سريعاً الى المستشفى فيجرى له فحص الدم للتأكد مما إذا كان هناك انخفاض في معدل صفيحات الدم، لاعتبار أن المعدل ينخفض إلى حد كبير عند حصول هذا النوع من الجلطة الناتجة من اللقاح، كما يمكن اللجوء إلى المزيد من الفحوص الدقيقة، كما يوضح أبي حنا. فيمكن ان يتبين عندها ان ثمة أجساماً ضدية على الهيبارين المسيّل للدم، وكأنها نوع من الحساسية ضدها على الرغم من أن التقنية لا تعتمد عليه في اللقاح، كما أن المريض لا يكون قد تلقاه.
لكن هذا ما يظهر في الفحوص ويثير التساؤلات لان المريض لم يتناول هذا المسيّل للدم حتى تظهر ردة الفعل هذه لديه. في ظل ردة الفعل هذه التي تحصل نادراً بمعدل 1 في الـ100 ألف أو 1 في الـ200 ألف والتي تنخفض فيها صفيحات الدم مع ردة الفعل المناعية، يعتمد العلاج الذي تم تبنيه عالمياً لمثل هذه الحالات، فيما لا تزال الدراسات مستمرة حول الموضوع، لاعتباره يظهر فاعلية في كثير من الاحيان.
مع الإشارة على أنه في حال عدم التدخل يمكن أن تؤدي هذه الجلطة إلى الوفاة، وتعتبر تلك التي تصيب الدماغ والتي تعتبر من الحالات النادرة جداً في الايام العادية الأكثر خطورة، وهي ما يحصل بعد تلقي اللقاح، ولو كان المعدل غير مرتفع كحالات جلطات بشكل عام.
العلاج المعتمد هو IVIG في المستشفى ويعطى دواء يمنع التجلط الذي لا يحتوي على الهيبارين خلال يومين أو اكثر بحسب الحاجة ووفق معدل تجاوب المريض. علماً أنه ما من دراسات كبرى حول هذا الموضوع لكنها مستمرة، وحتى الآن يعتبر هذا الحل الاكثر فاعلية إلى جانب كونه الوحيد وغير المضر بالنسبة لمن يتعرض إلى جلطة. هذا شرط أن يتم هذا التدخل سريعاً في وقت مبكر لأن التأخير لا يكون لصالح المريض ويمكن ألا يعود العلاج فاعلاً عندها ولا جدوى منه.
مع ضرورة التشديد على اهمية الوعي لدى الأفراد والتنبه إلى الأعراض التي يمكن ان يتعرضوا لها بعد تلقي اللقاح. ففي اليومين الاولين، تعتبر الاعراض كألم الرأس مثلاً وارتفاع الحرارة طبيعيين. لكن بعد اليوم الثالث وفي الاسبوعين التاليين، يجب اللجوء إلى المساعدة الطبية سريعاً في حال التعرض إلى ألم حاد في الرأس.
هل يفيد تناول الأسبيرين قبل تلقي لقاح استرازينيكا للوقاية؟
قد يصف بعض الاطباء حالياً الاسبيرين على سبيل الوقاية قبل تلقي اللقاح، ما أثار لغطاً ولجأ كثيرون إلى وصف هذا الحل الذي أصبح يعتبر من الحلول السهلة وغير المضرة. في الواقع يشدد أبي حنا على أنه بالإضافة إلى أنه لم يثبت أن للأسبيرين اي فاعلية في الوقاية من الجلطة التي يمكن ان تحصل بعد تلقي اللقاح، يبدو تناوله مضراً ويشكل خطراً على حياة الشخص الذي يتعرض لجلطة في حال تناوله قبل تلقي اللقاح وخلال المرحلة التي تليه.
ومن المتوقع أن يقام اجتماع بين أطباء الامراض الجرثومية وأطباء الدم في الاسبوع المقبل لإصدار توصيات تحسم هذا الجدل الحاصل حول هذا الموضوع، ومن المتوقع أن يصدر بيان عن وزارة الصحة العامة لتوضيح هذا الأمر. فيجب الامتناع تماماً عن تناول الأسبيرين لكونه لا يحمي وأيضاً قد يسبب نزفاً في الدماغ إلى جانب الجلطة يمكن أن يؤدي إلى الوفاة بحيث لا يفيد التدخل الطبي والعلاج في إنقاذ المريض لذلك يعتبر الخطر الأكبر في حال تناول الاسبيرين وحصول جلطة والتعرض إلى نزف في الدماغ والجلطة فقد يكون إنقاذ المريض صعباً عندها.
Views: 1