كتب أحد المشاركين بصلاة عيد الأضحى المبارك التي شارك فيها السيد الرئيس بشار الأسد في رحاب جامع الصحابي خالد بن الوليد:
الجامع الذي كان مهدماً إثر دخول الإرهابيين إليه وتحصُّنهم فيه، عاد أجمل مما كان بعد ترميمه وتأهيله. عندما دخل الرئيس إلى الجامع توجه فوراً إلى ضريح الصحابي الجليل خالد بن الوليد وقرأ الفاتحة على روحه.
بعد أن انتهت الصلاة، التف الجميع حول السيد الرئيس، رجال دين ودعاة، وأعضاء برلمان والعشرات من المصلين من أهل حمص، إضافة لوزير الأوقاف. كانت الفرحة واضحة على وجوه الجميع بمشاركة الرئيس لهم هذه الصلاة المباركة، وكانوا ينتظرون سماع أية كلمة من رئيسهم.
قال السيد الرئيس للحضور: جاء رسول الله محمد (ص) ليعلّم الناس الأخلاق والمحبة والفضيلة، وأصحاب رسول الله أعطونا دروساً قبل 14 قرن لنتعلم ونقتدي بها. وأن وجودَهم إلى جانب الرسول الكريم كان فيه فكرة وعبرة، فكرة الوفاء والإيمان بالقضية، هم وقفوا مع رسول الله وقضيته ورسالته وفي ذلك حكمة إما أن نأخذ بها أو نتصرف عكسها.
وأضاف السيد الرئيس: سيدنا خالد بن الوليد هو أحد هؤلاء الصحابة. لم يكن عبثاً مجيء الإرهابيين إلى حي الخالدية بحمص. هم لم يفكروا بذلك من وجهة نظر عسكرية أو ميدانية، بل فكروا بها من منطلق الرسالة، أرادوا لهذا الرمز الذي من المُفترض أن يكون رمزاً لتوحيد الناس ودخلوه ليخلقوا الفتنة.
فالمسجد ليس فقط مكاناً للصلاة هو أيضاً موقع تاريخي ومعنوي وعقائدي بالنسبة لأهل مدينة حمص المعروفة بتنوعها.
أراد السيد الرئيس أن يقول أن سيدنا خالد بن الوليد هو رمز كل المسلمين بجميع طوائفهم، هو رمز لكل إنسان يحمل الوفاء لوطنه ولقضية وطنه.
وتابع سيادته: لا يمكننا القول أن وزارة الأوقاف أو الدولة معنية بهذه الفتنة التي حدثت هنا، بل المعني بها هو الشعب، أهالي حمص على وجه الخصوص، لأن هذا المسجد يقع في مدينة حمص، وأهالي المدينة هم المعنيون قبل الآخرين. حمص تقع في وسط سورية وهي معروفة بتنوعها، إذاً أهالي حمص يتحملون مسؤولية أكبر من الآخرين، وهذا ينطبق على اية مدينة.
وقال أيضاً: يجب علينا الاعتراف أننا وقعنا بالفخ جميعاً، أبناء سورية وقعوا في الفخ عندما لم يتحصنوا جيداً ضد موجة الإرهاب والتطرف، وعندما لم يتمسكوا جميعهم بدولتهم وبالقانون وبسلطة الدولة، أو لم يتمسكوا جميعاً بمؤسسات الدولة. ولهذا لم أتحدث في خطاب القسَم عن الأمريكي ولم أقل أن فلان دفع الأموال للإرهابيين واستقدمهم لسورية. أنا ومنذ اليوم الأول كنت أقول وأعترف بأننا المسؤولون، ولو لم أفكر بهذه الطريقة فلم يكن بمقدورنا أن نحل نقرأ الأزمة بشكل منطقي ونسعى لحلها.
وقال أيضاً: لا قيمة اليوم للتفكير أو القول بأن الإرهابي جاء من الخارج، لأن المسؤولية تقع علينا جميعاً بالدرجة الأولى، جميعنا يتحمل المسؤولية بكل الأماكن. وكي نعالج المشكلة لابد أن نتعلم كيف نتحمل المسؤولية، نحن تحملنا مسؤولية الخطأ واليوم علينا أن نعود لنستفيد من تجاربنا لنحقق وحدة أقوى بكثير من قبل، لأن هذه الوحدة لو كانت حقيقية في الماضي ما قبل الحرب لما كنا وقعنا بالفخ.
وأضاف: المسؤولية التي تقع على عاتقنا كبيرة، جميعنا كـ شعب سوري، وأهالي حمص يتحملون مسؤولية استيعاب الجميع وتوحيدهم، نريد لهذا المسجد الذي كان في لحظة ما رمزاً للإرهاب بعد دخول الإرهابيين إليه، أن يكون رمزاً مُشرفاً لأبناء حمص أولاً، ومن ثم للسوريين ثانياً، وللمسلمين بجميع طوائفهم ثالثاً.
Views: 0