العلاقات السورية الصينية علاقات تاريخية متجذرة مر عليها اكثر من خمسين عاما اتسمت خلالها بالثبات والتطور الدائم وجاءت زيارة وزير الخارجية الصيني الى دمشق متزامنة مع أداء القسم الرئاسي لتؤكد متانة هذه العلاقات ورسوخها ولتوجه رسالة أن الصين أكثر تصميما لزيادة دعمها لسورية والوقوف إلى جانبها وأكثر من أي وقت مضى في المرحلة القادمة .
لقد جاءت مخرجات زيارة وزير خارجية الصين ونتائج محادثاته في دمشق ومضمون برقية التهنئة التي أرسلها الرئيس الصيني للرئيس بشار الأسد لتفتح الباب عريضاً نحو مرحلة جديدة بين البلدين وسط ترحيب وتفاؤل كبير من ابناء الشعب السوري ان تسهم الصين بالقسط الأكبر في إعادة إعمار سورية ولاسيما ان هناك ثقة عميقة بمواقف الصين التي برهنت على صدقيتها ومصداقيتها باستخدام الفيتو المزدوج مع الصديق الروسي مرات عديدة لمصلحة سورية .
خلال عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية وقفت بكين موقفا مشرفا مع دمشق ولم يتزحزح هذا الموقف قيدأنملة وخاضت الصين معارك سياسية ودبلوماسية شرسة وعديدة في الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية المختلفة إلى جانب سورية وفضحت المشاريع الإرهابية للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية المنافقة ضد سورية والمنطقة والعالم وخاصة أن رعاة الإرهاب حرضوا جماعات صينية على حكومة بكين . بات معروفاً وثابتاً للجميع أن الصين تنطلق في تعاملها مع القضايا العالمية من منطلق العدالة والشرعية الدولية وتحرص حرصاً شديداً على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وتحمل في توجهاتها قيماً أخلاقية، بينما تنطلق الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية من عقلية استعمارية واستعلائية وهيمنة وممارسات لاأخلاقية مدعية الحرص على حقوق الإنسان وهي أكثر الجهات المنتهكة لحقوق الإنسان في العالم والداعمة للظلم والاضهاد والتمييز العنصري والدليل الساطع وقوفها ودعمها اللامحدود للكيان الصهيوني بكل اضطهاده وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني .
المرحلة القادمة مرحلة واعدة والأبواب مفتوحة بين سورية والصين والمؤشرات كثيرة بعد انتخابات الرئاسة السورية والقسم الدستوري وسورية عازمة منذ سنوات على التوجه شرقا قولا وفعلا وزادت قناعتها بذلك تجربة الحرب الظالمة والحصار الاقتصادي الذي ضربه عليها رعاة الإرهاب
Views: 0