سيزار معلوف النائب في كتلة سمير جعجع يفجر مفاجاة في لبنان

بيروت ـ “راي اليوم” كمال خلف:

قلب اعلان الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” عن انطلاق سفينة وقود من ايران الى لبنان، لإنقاذ الشعب اللبناني  المشهد في البلاد وخلق حالة من الارتباك السياسي في صفوف خصومه، وحالة احراج  تبرز عند تكرار السؤال ” اذا كنتم لا تريدون انقاذ الشعب عبر النفط الإيراني فهاتوا  النفط من عند حلفائكم كما فعل حزب الله”، حتى نزول السفيرة الامريكية في بيروت بنفسها، لقطع الطريق على سفينة المقاومة بإعلان ان ادارتها ستسمح بجلب الغاز والكهرباء من الأردن ومصر عبر سورية، اعطى مفاعيل عكسية، اذ بانت الصورة بالنسبة للراي العام اللبناني اكثر وضوحا. وثبتت حقائق محرجه لخصوم الحزب، أولها ما صادق على الاتهام الموجه الى الولايات المتحدة بانها من يقف وراء حصار ايران، وليس اخرها ان الإدارة الامريكية لم تكن لتسمح بوصول سبل الحياة للبنانيين لولا قرار حزب الله بفعل ذلك بنفسه مع حلفائه في طهران. وفي المحصلة فان الإخراج السيء لمبادرة السفيرة الامريكية في لبنان، لا تذكر المتابع لا بالاخراج الاسوء للخروج من أفغانستان وفي كلا الصورتين يتمدد قلق من يعتبرون انفسهم حلفاء للولايات المتحدة، ثم يكتشفون انهم دون ذلك.

وفي بيروت استمرت الارتدادات، لما اعلنه السيد نصر الله و ما قابله من سفيرة الولايات المتحدة. وكانت مفاجأة يوم امس غير متوقعه بل صادمة لعامة اللبنانيين، فقد اعلن نائب في البرلمان اللبناني محسوب على رئيس حزب القوات “سمير جعجع”  ترحيبه بالسفينة الإيرانية، وانتقاده اللاذع للسفيرة الامريكية، في وقت كان جعجع يشن حملة شعواء على السفينة معتبرا انها تخرق السيادة والاستقلال.

وقال النائب “سيزار معلوف” العضو في تكتل جعجع النيابي خلال حديثه لوسائل الاعلام “إنه يرحّب بالمساعدة الإيرانية “إذا كانت ستحلّ مشكلة الشعب اللبناني” مضيفا أن العدو الوحيد للبنان هو “إسرائيل”، قال معلوف في اتصال مع “قناة الميادين” إن “التعليقات الإسرائيلية حول سفينة المساعدات القادمة من إيران إلى لبنان، هي خرق لسيادتنا”، موضحاً أنه “إذا باعنا حلفاؤنا العرب والغرب فهل ممنوع علينا قبول مساعدات من إيران؟”. وأضاف “أي مساعدة غير مشروطة للشعب اللبناني نقبلها، وإيران لا تفرض شروطها على أحد”

وتعليقاً على مبادرة السفيرة الأميركية في لبنان، والتي جاءت بعد ساعات من اعلان نصر الله انطلاق السفينة الإيرانية  قال معلوف “صح النوم.. تأخرت كثيراً.. فلبنان يغرق منذ زمن. وأضاف في هذه الأزمة يتبين من هو العدو ومن هو الصديق للبنان.. فالصديق هو من يساعد بلدنا”.

ويبدو ان كلام معلوف الصادم لقيادة حزبه اربك الحسابات، واضعف موقف خصوم الحزب في الداخل . وقالت وسائل اعلام محلية ان حزب القوات ورئيسه جعجع  قرر الاستغناء عن عضوية النائب الذي غرد خارج السرب، وعاكس الماكينة الامريكية التي تعمل ضد الحزب في الداخل اللبناني، وهو قرار ان صح فعليا يضر بشكل كبير بصورة حزب القوات الذي يقدم نفسه للبنانيين باعتباره عرابا وحاميا للحريات وتعدد الآراء فبهذا القرار تكون تلك البضاعة قد كسدت.

ونشر معلوف تعليقا على هذه الانباء في  حسابه على موقع “فايسبوك”  استخدم فيه قولا “لجبران خليل جبران” يقول فيه  “لو رأيت الجميع ضدّك والألوان غير لونك والكلّ يمشي عكسك لا تتردد، امش وراء ضميرك وتمسّك بمبادئك، ولا تأبه لهم حتى وإن أصبحت وحيداً، لا تتردد، فالوحدة أفضل من أن تعيش عكس نفسك لإرضاء غيرك بين كرامة الإنسان وإذلاله وموقعي النيابي، أختار الكرامة”.

وأثارت مواقف معلوف عاصفة من ردود الفعل والتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي

وكتب رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب معلقا حتى خصمك. بالسياسة  إذا كان شجاعاً يجب أن تحترمه، تحية لسيزار معلوف الذي إحتقر مقعده النيابي وإحترم عقله وأعلن موقفاً محقاً المجلس بحاجة لشجعان أمثاله . أما من يخاف السفراء فسيلعنه التاريخ”.

وعلق الصحفي اللبناني “بيار ابي صعب” في توتير قائلا “الحرم الذي انزلته القوات اللبنانية على نائب تجرا على قديسة السيادة “دورا شيا” ومن ورائها الوصاية الامريكية على لبنان لا يختلف عن اقصاء تلفزيون الثورة لاحدى صحفياته لانها تعرضت لاله النظام اللبناني رياض سلامه  التجرؤ على المحظورات  مكلف دائما في المؤسسات والأحزاب الديمقراطية.

وغردت الصحافية صفاء درويش عبر حسابها الخاص على تويتر قائلة مسؤولية رئيس الجمهورية هي العمل على رفع الحصار عن الناس، وهذا ما يفعله الرئيس.

أمّا فيلسوف معراب فيؤمن أن قطع الطرقات والإعتداء على الناس وشلّ المؤسسات هو أمر مشروع، أمّا استقدام المازوت لضخ الحياة في المؤسسات هو أمر مرفوض!

دكتور جعجع، بسلّم عليك كتير عضو كتلتك سيزار المعلوف.

وردت حسابات تابعة لحزب القوات بالإشارة الى ان القوات اللبنانية خطها واضح تماما منذ التاسيس وكل من يخرج عن هذا الخط يخرج من صفوفها.

ومن الواضح ان اللبنانيين على موعد مع مفاجات كثيرة وتفاعلات متنوعة خلال الأسبوعين المقبلين الى حين وصول السفنية الإيرانية الى البر اللبناني