كل الأنظار تتجه الى أفغانستان وكل العناوين تتكلم عن هزيمة امريكيه مدوية في افغانستان رغم ان الجميع يعلمون أن ماجرى هو اتفاق اميركي مع طالبان من خلال مباحثات مستمره منذ ادارة اوباما لايقاف حرب كلفت الولايات المتحدة 2 تريليون دولار وآلاف القتلى والجرحى.
حتى توني بلير رئيس الوزراء البريطاني شريك جورج بوش الابن في الحرب اعتبر الانسحاب الامريكي هزيمة مدويه لكل الحلف الاطلسي مما اصبح يدعوا للتشكيك بزعامة امريكا لهذا الحلف.
وهنا يطرح السؤال نفسه: إذا كان الامريكيون قد اجروا اتفاقا مع طالبان لتسهيل الانسحاب واتفاقا مع روسيا لفتح الاجواء والقواعد العسكريه لتسهيل الانسحاب وكذلك اتفاقا مع باكستان وتركيا، اذن من الذي دفع طالبان للدخول الى كابول قبل الوقت المحدد وقلب الاتفاق كأنه هزيمه مدويه ويترافق ذلك مع ازمة لاجئين المحملة بالقضايا الانسانيه والتي وضعت ادارة بايدن كمتهم رئيسي على محك ترحيل 100 الف افغاني من مطار كابول المحاصر؟
هناك الكثير من الافتراضات التي لاعلاقة لها بنظرية المؤامره والتي اولها اتفاق طالبان مع الصين وايران لاخراج امريكا بطريقه مهزومة كي يتم منع الرؤوس الحامية في البنتاغون من القيام بأي حرب محتمله ضد ايران او الصين او حتى اكمال مخطط السيطره على منطقة غرب اسيا وخاصة ان هناك كارثه استراتيجيه تسمى الفراغ ما بعد الانسحابات سواء من العراق او من افغانستان مما يدفع المواطن الامريكي للسؤال، لماذا قمنا بهذه الحرب اذا كنا سنعيد طالبان والقاعده الى الحكم وما الجدوى من الحروب المقبله؟
اما الفرضية الثانية فهي الانقلابات داخل السياسه الامريكيه والتي اصبح من الواضح ان هناك من يحمل ادارة بايدن الديمقراطية مسؤولية ماجرى وحتى ما سيجري. ولو دققنا جيدا لرأينا ان هناك من اصبح يشكك بصحة بايدن وقواه العقلية وحتى بامكانية نائبته كمالا هاريس باكمال الفتره الرئاسية نتيجة معاناتها من مرض غامض.
المستجد يعيد الأذهان الى أيام الرئيس الأميركي جون كينيدي كيف اغتالته الدولة الأميركية العميقة لأنه كان يعارض التدخل في فيتنام وكيف قام نائبه ليندون جونسون بتنفيذ مخطط البنتاغون بالدخول الى فيتنام وحتى القيام بحرب 67 في منطقة غرب اسيا، وحتى حين قام الرئيس نيكسون باتخاذ قرار الانسحاب من فيتنام تم خلق فضيحة ووترغيت له ونزعه من الرئاسه.
اذن هناك جزء مهم من المحافظين الجدد في الدولة العميقة المتواجدين ضمن جنرالات البنتاغون والسي آي ايه يريدون اكمال مخططهم الذي بدأ منذ ولاية ترامب والذي يتجسد بسيطرة “اسرائيل” على منطقة غرب اسيا واتمام صفقة ترامب، مما يستدعي وحدة دول المنطقة الرافضة للهمينة الغربية في المنطقة على رأسها دول محور المقاومة التي لطالما هزمت المخططات الأميركية بالعلن وعبر الستار.
أمريكا الآن في حالة فقدان توازن بالقرار السياسي رغم جاهزية مخططها وهذا ما يجعلنا نتذكر جملة الرئيس الصيني ماو تسي تونغ : إن امريكا نمر من ورق.
العالم
Views: 0