د. تركي صقر
انهيارات متتالية ضربت تنظيم “الإخوان المسلمين” كان آخرها السقوط المدوي لحزب العدالة والتنمية المغربي وهو تنظيم الإخوان المسلمين في المملكة المغربية وقد اتخذ هذه التسمية تيمناً باسم سيده “العدالة والتنمية التركي” الذي كان إلى الأمس القريب يأمر ويقود أحزاب الإخوان المسلمين في البلدان العربية كلها من دون استثناء قبل تساقطها واحداً تلو الآخر ومع السقوط المدوي الأخير في المغرب تكون سلسلة السقوط لهذا التنظيم المشبوه نشأة وتاريخاً قد شارفت على الاكتمال.
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في المغرب وبعد أن كان حزب العدالة والتنمية يتصدر الأكثرية وله أكثر من 125 نائباً في البرلمان تراجع إلى آخر القائمة ولم يعد يملك إلا 13 نائباً على مستوى كل الولايات المغربية، حتى رئيسه الذي تسلم منصب رئيس الحكومة هناك سقط في الانتخابات وهذا دليل على فشل المشروع الإخواني وانكشاف أكاذيبه وعدم مصداقيته عندما وصل إلى السلطة فأصبح منبوذاً من الشعب ومعزولاً عن الشارع المغربي تماماً كما حصل لحزب النهضة الإخواني في تونس وقبله لتنظيم الإخوان في مصر ومنذ سنوات في الجزائر وما يجري في ليبيا رغم التدخل المباشر من نظام أردوغان.
وفي المشرق العربي والخليج لم يكن حال تنظيمات الإخوان المسلمين أفضل حالاً من المغرب العربي فقد هزمت هذه التنظيمات في العراق وسورية وحتى في الأردن عندما هزمت العصابات الإرهابية وانكسرت على أيدي أبطال الجيش العربي السوري لأنها كانت جزءاً أساسيا منها وتم طرد معظم قياداتها من دول الخليج التي لجأت إلى قطر وتركيا وبذلك تقهقر مشروع الإسلام السياسي الذي صنعته المخابرات الأمريكية ليركب موجة الربيع العربي المصمم لتدمير البلدان العربية وإلحاقها بمشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية والتركية وتصفية كل ما يمت للقضية الفلسطينية بصلة.
سقوط تنظيم الإخوان المسلمين المدوي المتمثل بحزب العدالة والتنمية في المغرب بعد أن كان أقوى الأحزاب وعلى رأس الحكومة المغربية لعدة سنوات، مؤشر على انكشاف هذه الحركة المشبوهة وتزايد الرفض الشعبي لطروحاتها البعيدة عن محور المقاومة والمعادية في المضمون للقضية الفلسطينية وما جرى يدق أسفيناً كبيراً في نعش هذا التنظيم بانتظار الأسفين الأخير الأكبر المرتقب لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان في الانتخابات التركية القريبة القادمة
Views: 3