قالت مصادر سورية مطلعة لـ “سبوتنيك” أن الجلسة المغلقة التي عقدها الرئيسان الأسد وبوتين في موسكو اليوم استمرت لـ 90 دقيقة، قبل أن ينضم بعدها كل من وزير الخارجية السوري ووزير الدفاع الروسي إليهما لمدة 45 دقيقة إضافية.
وأشارت المصادر إلى أن مناطق سيطرة مسلحي تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، كانت حاضرة في الاجتماع، إلى جانب الدعم الاقتصادي الذي شكل أحد عناوين الاجتماع، بالإضافة إلى قضية إصلاح وتأهيل محطات الكهرباء كجزء أساسي من الدعم الروسي للشعب السوري.
وكشفت المصادر عن أن الجلسة المُغلقة تناولت مختلف المسائل التي تخص الشأن السوري، وأهمها الوضع الميداني بعد تحرير أجزاء مهمة من مدينة درعا، إلى جانب استكمال بقية اجزائها لاحقاً، والتطلع نحو تحرير مدينة إدلب، مشيرة إلى أن توقيت زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو يأتي بعد تحرير منطقة درعا البلد، ويبدو أنها تأتي في سياق استكمال تحرير باقي مناطق درعا.
وألمحت المصادر إلى أن انضمام وزير الدفاع الروسي إلى جلسة المباحثات المُغلقة، تؤكد أن القيادة الروسية متمسكة، إلى جانب دمشق، بقضية استكمال تحرير الأراضي، مشيرة إلى أن القيادة الروسية تعتبر أن استكمال تحرير الأراضي هي قضية لا يمكن التراجع عنها.
واستخلصت المصادر، في حديثها لـ “سبوتنيك”، أن انضمام وزير الدفاع الروسي إلى الاجتماع، يعني أيضا أن الأولوية بالنسبة لموسكو هي للتحرير لاسيما، وأن الرئيس الأسد في المقابل هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة السورية.
السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف والسفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف (إلى اليسار) خلال محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن في فيلا لا غرانج في جنيف 16 يونيو/ حزيران 2021.
ولم يكن التعاون الاقتصادي بين البلدين أقل حضورا على جدول أعمال القمة السورية الروسية، حيث بحث الرئيسان هذا التعاون بما يساهم في تعافي الاقتصاد السوري ويساعد الشعب السوري على تجاوز آثار الحصار الأمريكي والغربي المفروض عليه، ويسرع عملية عودة المهجرين السوريين.
وبينت المصادر أن الاجتماع تناول التفاهمات التي توصلت لها اللجنة المشتركة السورية الروسية، لاسيما في مجال توريد القمح الروسي إلى سورية، وإعادة تأهيل عدد من المحطات الكهربائية والعمل على إقامة مشاريع مائية، والتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وفق المصادر ذاتها، تطرقت القمة لمسار آستانة ولجنة مناقشة الدستور، إلا أن التركيز انصب على الشق الاقتصادي وتحرير باقي الأراضي السورية، ذلك أنه بات من الواضح بأن مسألة لجنة مناقشة الدستور لم تعد تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للقيادة الروسية، خصوصاً بعد الانتخابت الرئاسية السورية وما حملته من دلالات سياسية والتي عبر عنها الرئيس بوتين لنظيره السوري عندما هنأه بفوزه “المستحَق” في الانتخابات الرئاسية.
Views: 0