نشرت مجلة «نيوزويك» الأميركية، مقالاً حول سورية حمل عنوان «الأسد يعود إلى الساحة الدولية»، وتصدرت صورة الرئيس بشار الأسد غلاف المجلة، وبدا مقالها إيجابياً إلى حدّ كبير.
ورغم أن المقال بدأ بسرد رواية الأزمة السورية وفقاً للطريقة المعروفة متبنياً الاتهامات والادعاءات الغربية، لاسيما ما جرى في بداية هذه الأزمة، لكن اللافت هو اللغة التي استخدمها كاتب المقال توم أكونر، والتي كشفت عن تغير في لهجة التعاطي مع الملف السوري لدرجة كبيرة، وإظهاره رؤية الدولة السورية لما جرى بعدما تبنى طوال السنوات العشر الماضية وجهة نظر أخرى عملت طويلاً على شيطنة الدولة السورية.
كاتب المقال نقل عن المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، اعتبارها أن «الرسالة الأولى التي أثبتتها الحرب على سورية هي أن كل الدعاية الغربية حول هذه الحرب لا أساس لها من الصحة»، وتأكيدها في الوقت ذاته أنه لا يمكننا الحديث عن نصر سوري نهائي ما لم يتم تحرير كامل الأرض السورية، حيث لا تزال هناك أجزاء من بلادنا محتلة من قبل القوى الأميركية والتركية، ولا يمكننا التحدث عن أي نيات جديدة حتى نرى الولايات المتحدة تسحب قواتها من سورية».
ونقل كاتب المقال عن المستشارة شعبان إشارتها إلى أن العديد من الدول جاءت لدعم الحكومة السورية طوال فترة الحرب، وهذه الإجراءات تتماشى مع الانخفاض العالمي في قوة الولايات المتحدة ونفوذها، مؤكدة أنه ليس فقط الدول التي لديها وجهات نظر مختلفة مع الولايات المتحدة، ولكن حتى حلفاء الولايات المتحدة بدؤوا يفقدون الثقة في سياسات الولايات المتحدة.
كما نقل المقال عن السكرتير الثالث في البعثة الدائمة لسورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، علياء علي، وصفها التطورات الأخيرة بأنها انتصار لسورية وخسارة للولايات المتحدة، «ما كانت هذه لتحدث لولا انتصار الدولة السورية، وفشل الإدارات الأميركية في تحقيق أهدافها، وإدراك أغلبية الدول الإقليمية والدولية أنه لا يمكن التوصل إلى نتائج في مجال السياسات أو رسم مسارات إستراتيجية في المنطقة إلا بالتنسيق مع دمشق».
اللافت أيضاً أن الكاتب اقتبس ما قاله أحد المراقبين السوريين، مردداً صدى رسالة الدكتورة شعبان، بالقول: «يمكنك الفوز في حرب ضد أي نظام في العالم، لكن لا يمكنك أبداً أن تربح حرباً ضد الناس، والشعب السوري هو من انتفض ضد (الرئيس) الأسد، ولكن الشعب السوري أيضاً هو من دافع عنه».
الوطن
Views: 5