في هجوم جديد، شنت “إسرائيل”، فجر اليوم الأربعاء، قصفا جويا بعدد من الصواريخ على منطقة بمشارف العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن بعض الخسائر المادية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أنه “في حوالي الساعة 56: 12 من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً إحدى النقاط في ريف دمشق بمنطقة زاكية”.
وطرح البعض تساؤلات بشأن أسباب تكثيف “إسرائيل” هجماتها المسلحة على سوريا، والذي يأتي في وقت حقق فيه الجيش السوري انتصارات كبيرة على المجموعات المسلحة في إدلب، وتزامنًا مع تحضير تركيا لعملية عسكرية في الشمال السوري.
والسبت الماضي، أصيب جنديان سوريان بجروح جراء قصف صاروخي إسرائيلي استهدف ريف دمشق، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري، آنذاك.
وقال المصدر العسكري: “أطلق العدو الإسرائيلي رشقة صواريخ أرض – أرض من اتجاه شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً بعض النقاط في ريف دمشق”، ما أدى إلى “إصابة جنديين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
وقال جيش العدو الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، لوكالة “سبوتنيك” إنه لن يعلق على التقارير المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية في ضواحي دمشق اليوم الأربعاء، مضيفا: “نحن لا نعلق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية”.
وتشن إسرائيل ضربات منتظمة على ما تقول إنها “أهداف لمواقع إيرانية في سوريا”، حيث انتشرت قوات مدعومة من طهران، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني،
استراتيجية إسرائيلية
اعتبر الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أنه بات من الواضح والمفهوم أن إسرائيل تقوم بتصعيد اعتداءاتها على سوريا كلما ظهرت نذر قيام الجيش السوري بفعل تحريري ضد الجماعات الإرهابية في إدلب والمنطقة الشمالية.
واعتبر أن إسرائيل تقوم بذلك بغرض تشتيت الجهد العسكري السوري، وحماية المجموعات الإرهابية المتبقية التي تمثل من منظور استراتيجي إسرائيلي شريكاً كاملاً وجيشاً بديلاً يحقق للإسرائيليين أهدافهم ذاتها، دون أن يجعلهم عرضةً للخسائر البشرية والمادية المباشرة.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، قال دنورة إن الإسرائيلي يرى في كل معركة يستعد الجيش السوري لخوضها ضد الإرهاب فرصة سانحة للقيام باعتداءات مستغلاً صعوبة إمكانية فتح جبهتين في آن معاً، ومستهدفاً إطالة حياة الإرهاب على الأرض السورية، ضمن إطار ما يمكن أن يُطلق عليه “رقصة غير تلامسية” مع النظام التركي،
وتابع: “الإسرائيلي يدرك جيداً أن القضاء على الإرهاب يعني ارتفاع مستوى المناعة الاستراتيجية لسوريا، وهو ما يعني استعادة قدرة الردع السورية ضد الإسرائيليين إلى حالتها ما قبل عام 2011، وبالتالي يخسر ميزة استراتيجية لا تتاح له في كل يوم”.
أما على مستوى تكتيكي – والكلام لا يزال على لسان دنورة- يرى الإسرائيلي أنه فقد ميزة هامة جداً بعد طرد المجموعات الإرهابية من محافظة درعا المتاخمة لخط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، وهو بالتالي مسكون اليوم بهاجس منع الجيش السوري من أن يعزز قدراته الدفاعية ويُعيد تمكين وجوده في المنطقة الجنوبية، والهدف مرة أخرى هو الحفاظ على حالة التفوق التي حققتها ميزة وجود الارهابيين سابقاً، والحفاظ على الأفضلية في قواعد الاشتباك.
واستطرد: “أما على صعيد إسرائيلي داخلي، فيبدو أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي) ينيت راغبًا في دحض الصورة التي يروج لها نتنياهو بشأنه، عبر إظهاره أنه ضعيف كرئيس حكومة، ولا يستطيع أن يحافظ على موقف إسرائيلي قوي تجاه الأعداء والحلفاء على حد سواء، إذ لطالما وصفت حكومة بينيت بأنها البديل الملائم لإدارة بايدن في إسرائيل، بل لطالما وصف بايدن بأنه “الشريك الثامن” في الائتلاف، ولذلك يبدو بينيت مهتماً بإظهار نزعته العدوانية العسكرية بصورة متزايدة، متناسياً بأنه يلعب بالاستقرار ليس على المستوى الإسرائيلي فحسب، بل على مستوى المنطقة برمتها”.
دعم المعارضة واستغلال الظروف
بدوره اعتبر عبد الحميد سلهب، الخبير العسكري السوري، أن إسرائيل لا تزال تمارس دورها العدواني على سوريا، من أجل إرسال رسالة مفاداها أنها ما زالت تدعم المعارضة.
وبحسب حديثه لـ “سبوتينك”، يأتي تكثيف الهجمات الإسرائيلية هذه الفترة خلال مناقشة لجنة الدستور، والتي انتهت بالفشل، بسبب عدم موافقة المعارضة على الثوابت الوطنية، واعتبارهم تركيا أصدقاء للشعب السوري وليست دولة محتلة.
وأكد أن إسرائيل تمارس عدوانها على سوريا وهي المستفيدة من الأزمة السورية منذ بدايتها عام 2011، لكنها تحاول الآن استطلاع حقيقة امتلاك سوريا سلاحا جديدًا.
وأوضح سلهب أنه كلما لاحت في الأفق انفراجة دولية وعربية وعودة السفارات مرة أخرى للعمل في دمشق، تزيد إسرائيل من عدوانها، والذي يأتي تزامنًا من حشد تركيا قواتها في الشمال السوري، ومحاولة احتلال تل رفعت، بحجة الأكراد الانفصاليين والمرتبطين بأمريكا، ولكن جوهر الموضوع هو احتلال وعدوان وتتريك للشمال السوري، مؤكدًا أن إسرائيل الآن تستغل هذه الظروف.
وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل عشرات الغارات في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري.
سبوتنيك
Views: 6