د. تركي صقر
في واحدة من أكبر عمليات الإخراج ينفذها الاحتلال الأمريكي لآلياته العسكرية خلال السنوات الأخيرة من سورية، أخرج رتلاً مؤلفاً من 270 آلية من قاعدته في مطار خراب الجير العسكري بريف الحسكة متجهاً إلى شمال العراق معظمها آليات ثقيلة بما فيها مدرعات ودبابات.
لقد ترك سحب هذه الآليات تساؤلات عديدة منها هل في نية إدارة جو بايدن تنفيذ خطتها في الانسحاب من حروب لا نهاية لها؟ هل بات الانسحاب الأمريكي من سورية وشيكاً؟ هل جاء غداة استهدف القاعدة الأمريكية في التنف المحصنة جداً بحشد من المسيرات، وكان لهذا دور في التعجيل في إخراج المعدات الضخمة؟
أياً تكن الأسباب الكامنة وراء هذا الانسحاب، فإنه يشير إلى مضي إدارة بايدن في تنفيذ سياسة الانسحاب جزئياً أو كلياً وبالتدريج وعلى مراحل رغم تصريحات المسؤولين الأمريكيين المتضاربة بين الانسحاب والبقاء وخاصة بعد الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان ومن دون إعلام شركاء واشنطن الأوروبيين في التحالف الدولي أو في حلف شمال الأطلسي بهذا الانسحاب الذي وصف بأنه هزيمة نكراء لواشنطن بعد عشرين سنة من الاحتلال والسيطرة التامة على أفغانستان ومقدراتها.
واللافت في الانسحاب الأمريكي من أفغانستان تخلي واشنطن عن المتعاونين معها من الأفغان عسكريين ومدنيين طوال عقدين من الزمن وساعدوا في تمكينها من البقاء في بلادهم لقاء المال والوعود بضمان مستقبلهم، وفجأة وأثناء الانسحاب وجدوا الجنود الأمريكيين يركلونهم بأحذيتهم كي لا يتعلقوا بالطائرات الأمريكية المغادرة من مطار كابول في مشهد يعيد إلى الأذهان ما جرى مع العملاء والمتعاونين الفيتناميين في مطار هانوي عندما انسحب الأميركيون من فيتنام.
وإذا كان قرار الانسحاب الأمريكي من سورية ليس واضحاً ويكتنفه الغموض إلا أن الإشارات في الأفق توحي بأن إدارة بايدن قد تتخذ هذا القرار في أي لحظة فماذا سيكون مصير المرتبطين بالمحتل الأمريكي ونقصد بالتحديد ميليشيا قسد؟ وهل سيكون مصير هؤلاء أفضل من مصير من سبقهم من العملاء والمرتبطين بواشنطن التي اشتهرت بالتخلي عن هؤلاء في اللحظة التي تنتهي فيها وظيفتهم؟ فماذا تنتظر “قسد” وهي تتردد في ترك المحتل وعدم ربط مصيرها به؟ ولماذا لا تعتبر والدروس واضحة أمامها وعمر الاحتلال قصير وهو زائل لا محالة وعندها قد لا ينفع الندم ولات ساعة مندم
Views: 0