د.تركي صقر
تعرضت إيران في الجولة السابعة من مفاوضات الملف النووي الإيراني إلى حملات من الضغوط القصوى تكررت فيها لغة التهديد والوعيد وعظائم الأمور من جانب القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية إذا لم توافق طهران على الإملاءات التي تفرضها إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي واستنفر الكيان الصهيوني إمكانياته كلها لتخريب المفاوضات والحيلولة دون وصول الجولة السابعة إلى أي نتيجة وقطع الطريق على عودة واشنطن إلى هذا الاتفاق تحت أي ظرف من الظروف.
وعندما وجد قادة الكيان الإسرائيلي ميلاً لدى العواصم الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي وفق ما تم توقيعه عام 2015 صعدوا من حملاتهم فزار وزير الحرب الإسرائيلي واشنطن وعرض على الإدارة الأمريكية خطة مشتركة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وعاد ليعلن عن مناورات لجيشه تحاكي تدمير هذه المنشآت وهدد بأن كيانه يستعد للقيام بتوجيه ضربة عسكرية بمفرده عندما لمس عدم حماس واشنطن للدخول في مواجهة عسكرية مع إيران انطلاقاً من سياسة أمريكية جديدة قوامها تجنب التورط في مغامرات حربية مباشرة في الشرق الأوسط لاسيما بعد انسحابها من أفغانستان.
واجهت القيادة الإيرانية حملة التهديدات والضغوط الغربية بأعصاب باردة وتصرفت بهدوء وببراعة دبلوماسية متميزة وبثبات منقطع النظير وظلت متمسكة بمطلب واحد ألا هو رفع الحظر وإلغاء العقوبات وقدمت مقترحاتها هذه بصورة واضحة فيما لم تستطع الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون أن يبلوروا مقترحاً محدداً حتى الآن، كما لم تعر التبجحات والعنتريات الإسرائيلية أي اهتمام لأن الكيان الصهيوني يعرف أنه غير قادر على تنفيذ أي من تهديداته تجاه القوة الإيرانية التي باتت القوى الغربية الكبرى تحسب لها ألف حساب.
يواصل قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي حملات التهديد الجوفاء والتحريض المستميت لإلحاق الأذى بالدولة والشعب الإيراني وتخويف دول العالم من خطر تحول إيران إلى قوة نووية متجاهلين أن كيانهم هو الوحيد الذي لم يوقع على معاهدة الانتشار النووي وأنه الوحيد في الشرق الأوسط أيضاً الذي يمتلك ترسانة نووية فيها أكثر من مئتي رأس نووي تهدد فيها المنطقة بأسرها والهستيريا الإسرائيلية التي اعتادت عليها طهران ستبقى جعجعة بلا طحين ولن تؤثر في متابعة إيران لمشروعها النووي حتى النهاية
Views: 7