رئيس التحرير- د.تركي صقر
إذا صحت الأخبار المتداولة حول الملف النووي الإيراني فإن معظمها يشير إلى حدوث خرق في جدار هذا الملف الصعب، إلّا أن الحذر وارد إذ يمكن أن تنقلب الأمور رأساً على عقب في اللحظة الأخيرة لأن الطرف الأمريكي اعتاد المناورة وتحقيق المكاسب على حساب الآخرين في أي موضوع يجري التفاوض عليه وقد تحقق حتى الآن إنجاز معظم البنود الأساسية وأثبت المفاوض الإيراني جدية ورغبة حقيقية في إنجاح المفاوضات وما على الطرف الأوروبي والأمريكي إلا أن يثبت في المقابل الجدية نفسها حتى تصل الأمور إلى خواتيمها المرجوة ويتنفس الإقليم والعالم الصعداء بعد طول انتظار .
بالطبع الكيان الصهيوني غير مرتاح لأي خبر يحمل تقدماً في مفاوضات جنيف النووية بين ايران و 4+ 1 بشكل مباشر وبين طهران وواشنطن بشكل غير مباشر بكل الوسائل والسبل بما فيها الإقدام على أعمال عدائية لتخريب أي خطوة إيجابية تحرزها المفاوضات فضلاً عن تشغيل اللوبي الصهيوني لماكينة الضغط على إدارة بايدن للجمها عن إكمال المفاوضات أو إغراقها بشروط تعجيزية لن توافق عليها إيران تحت أي ظرف من الظروف إضافة إلى إشاعة أجواء إعلامية مفبركة أن القيادة الإيرانية هي من يعرقل المحادثات وأنها لا تريد الوصول إلى حلّ للملف النووي لأنها وصلت الى نسبة %60 من التخصيب ولم يعد سوى أسابيع قليلة حتى تتمكن من إنتاج السلاح النووي إذا أرادت وقد أعلنت مراراً وتكراراً أنها لا تريد .
وهكذا يبدو واضحاً أن الجهة الوحيدة في العالم التي لا تريد لمفاوضات الملف النووي الإيراني أن تصل إلى نتائج إيجابية هي الكيان الصهيوني الذي عاش ويعيش على الأزمات وتغذية الصراعات والخلافات وعندما تفك عقدة الاتفاق النووي الإيراني فإن مجموعة من العقد والأزمات ستجد طريقها إلى الحل على مستوى المنطقة إن لم نقل على المستوى العالمي، فالخلافات السعودية الإيرانية لن تبقى كما هي وبالتالي التوتر بين إيران ودول الخليج لن يستمر والصراع في اليمن لن يبقى دون حل والأزمات في لبنان والعراق وسورية وحتى الصومال وليبيا وغيرها ستشهد انفراجات بهذا القدر أو ذاك ومن هنا كان انزعاج العدو الإسرئيلي الذي لا يجد له دوراً إذا تراجعت الأزمات في المنطقة لأن اعتماد الولايات المتحدة عليه سيتراجع ويتقلص أيضاً.
في مطلق الأحوال تأمل إيران أن تحقق مفاوضات الملف النووي النجاح المنشود وإلا لما دخلتها بكل هذه الجدية وهذا الزخم وإذا ما فشلت فلن تكون هي الطرف الذي أفشلها كما أنها استعدت لكل الاحتمالات والسيناريوهات في حال الفشل وأثبتت أن التهديدات لا تخيفها ولا تجعلها تتراجع عن حقوقها ومصالح شعبها .
.
Views: 1