شجعت حالة الاستقرار التي تعيشها سوريا مؤخراً، بعض الدول، على خوض غمار الاستثمار في البلاد، حيث تحدثت مصادر إعلام غربية عن استثمارات ضخمة في طريقها لتصل إلى سوريا، في ظل مساعي حثيثة تقودها تلك الدول لإخراج سورية من عزلتها الاقتصادية.
وفي هذا السياق، سلط موقع صوت أمريكا الضوء على جهود تقودها الصين من أجل وضع موطئ قدم لها على الأراضي السورية عبر الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق أو ما بات يعرف مؤخراً تحت مسمى طريق الحرير الصيني الجديد.
ورأى الموقع أن الإعلان رسمياً عن ضم سوريا إلى هذه المبادرة سيعزز من النفوذ الاقتصادي لبكين في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أنه سيساهم في جلب استثمارات ضخمة إلى سوريا في الفترة المقبلة.
ونقل الموقع عن باحث في معهد الشرق الأوسط : أن ضم سوريا إلى مبادرة “الحزام والطريق” سيكون عاملاً أساسياً في خروج سوريا من العزلة الاقتصادية المفروضة عليها نتيجة العقـوبات الغربية.
مشيرا إلى أن دمشق من المنتظر أن تحصل على العديد من الاستثمارات الهامة التي ستخفف من وطأة الأزمات الاقتصادية في البلاد.
ونوه الباحث إلى أن موقع سوريا الجغرافي سيوفر لبكين نفوذاً كبيراً، مشيراً أن موقع سوريا يجعل أي لاعب دولي يحصل على بعض النفوذ على الدول المجاورة لسوريا أيضاً، مثل العراق وتركيا والأردن وإسرائيل، ولبنان، وكافة هذه الدول مهمة جداً بالنسبة للصين.
لافتا إلى وجود مصالح جغرافية اقتصادية أكثر من مجرد مصالح اقتصادية بحتة للصين لزيادة استثماراتها في سوريا خلال المرحلة القادمة.
من جانبه، يعتقد الباحث الأمريكي في مجلس العلاقات الخارجية “ديفيد ساكس” أن بكين تحاول إعادة بناء طريق الحرير القديم، وسوريا كانت جزءاً تاريخياً منه.
وأشار “ساكس” في معرض حديثه إلى أن الصين أكدت عندما أعلنت انضمام سوريا إلى مبادرتها على أهمية سوريا في مشروعها الجديد.
من جهتها، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تقريراً تحدثت فيه عن جهود إماراتية موازية للجهود الصينية من أجل فتح فرص تجارية جديدة في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي تأكيدهم أن دولة الإمارات تحاول إخراج دمشق من عزلتها اقتصادياً ودبلوماسياً.
ولفتت إلى أن الجناح السوري في معرض “إكسبو دبي” قد لاقى إقبالاً كبيراً من الزوار، مشيرة إلى أن أبو ظبي قدمت تسهيلات عديدة للشركات السورية وقامت بالسماح بأن تسجل نفسها في دبي وأبو ظبي في الآونة الأخيرة.
كما بينت الصحيفة في تقريرها إلى أن الإمارات قدمت تسهيلات لعدة شركات سورية لمواصلة نشاطاتها التجارية انطلاقاً من دبي و أبو ظبي وعدة مدن إماراتية
هذا وكانت تقارير صحفية تحدثت عن امكانية قيام الصين بإقامة محطات لتوليد الكهرباء في سورية.
وقد لا تكون دمشق، اليوم، في موقع اقتصادي يؤهّلها لأن ترفض أو تفاضل بين العروض الاستثمارية التي يمكن أن تأتيها، سواءً في مرحلة «الانفتاح العربي» عليها حالياً، أو في مرحلة إعادة الإعمار المرتبطة بانتهاء الأزمة، لكن الأكيد أنها معنيّة بتوفير بيئة أعمال مناسبة لجذب تلك الاستثمارات.
وكالات
Views: 8