- لبنانما زالت حالة الانقسام السياسي تتفاقم على الساحة الداخلية، ربطاً بالحرب الأوكرانية ـ الروسية، إضافة إلى تراكمات كثيرة سابقة، مما يطرح التساؤلات حول انعكاس هذه الإنقسامات على الإستحقاقات الدستورية، وما إذا كان هناك من تأثيرات على مستويات أخرى، وتحديداً ما يمكن أن يحدث في المنطقة وانعكاسه على لبنان في حال توالت الإرتدادات، بينما عادت الأزمات الديبلوماسية بدورها لتُعمّق من واقع البلد الراهن في إطار علاقاته مع الدول التي تربطه بها صداقات قديمة، وهذا ما يحصل اليوم على صعيد العلاقة اللبنانية ـ الروسية.
وفي آخر المعلومات من مراجع سياسية وديبلوماسية على صلة بما يجري، أن الأمور ما زالت تراوح مكانها، بمعنى أن الإستياء الروسي ما زال على حاله على خلفية موقف وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بو حبيب، ودون أي إشارات توحي بحلحلة ما في وقت قريب، ومما زاد الطين بلّة انه أتى على خلفية تصويت لبنان إلى جانب الدول التي دانت الإعتداءات الروسية على أوكرانيا، وإن كان لذلك خصوصيات واعتبارات أملت على الحكومة اللبنانية اللجوء إلى هذا الخيار الذي لم تهضمه موسكو، واعتبرته إساءة لهذه العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتكشف المعلومات نفسها، أن السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصّار، ما زال يجري اتصالاته مع الجهات المعنية في الخارجية الروسية، وتنقل في هذا السياق، أن الغضب الروسي تمثّل بما تم تسريبه عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قد يكون له موقف حاسم في وقت قريب، على اعتبار أنه، وفي هذه المرحلة متفرّغ كلياً لمواكبة الحرب ديبلوماسياً، وبعدها قد تتبلور الصورة أكثر، من خلال ما يمكن أن تقدم عليه روسيا تجاه لبنان، على اعتبار أن ما صدر عن سفيرها في بيروت ألكسندر روداكوف، كشف المستور من خلال إطلاقه إشارات تؤكد على عدم تقبّل بلاده للموقف اللبناني، على الرغم من التبريرات التي أعلنتها الجهات الرسمية في لبنان، وبالتالي، لن تصل الأمور إلى قطيعة ديبلوماسية بين البلدين، بل ثمة برودة تخيّم على هذه العلاقات، والمسألة متروكة إلى حين انقشاع صورة الأعمال العسكرية الميدانية، في ظل مخاوف من تطوّرات دراماتيكية وبالغة الأهمية في ضوء قلق من اتساع رقعة العمليات العسكرية لتشمل دولاً أخرى.
ومن المتوقع بحسب المعلومات، أن تلعب الديبلوماسية اللبنانية دوراً في تدوير الزوايا مع الخارجية الروسية، ونقل صورة ما يعانيه لبنان إلى الخارج من انقسامات داخلية وصعوبات إقتصادية، أي أن يتفهّموا ما يحصل على الساحة الداخلية وما تواجهه الحكومة من صعوبات في هذا الإطار.
من هنا، يتوقع بأن تصطدم الحكومة اللبنانية بمواجهات ديبلوماسية مع أكثر من دولة، إضافة إلى ذلك، فإن هذه الحرب قد تشهد مرحلة استنزاف وتداعيات طويلة الأمد، وعطفاً على ذلك، فإن لبنان سيتلقى المزيد من التداعيات السلبية، والتي سيكون لها دور أساسي في تأخير عمليات التعافي الإقتصادي
Views: 2