د.تركي صقر
لم يعد بإمكان العم سام أن يختبئ وراء شعارات مزيفة، وضجيج إعلامي مفبرك عن حرصها على السلام الدولي وتحريم الأسلحة الكي*ما*وية والبي*ولو*جية بعد أن كشفت أزمة أوكرانيا والصراع فيها عن حقائق مذهلة وخطيرة بدأ ظهورها يتوالى وأولها وليس آخرها استخدام أراضي أوكرانيا لتصنيع الأسلحة البي*ولو*جية المحرمة دولياً واكتشاف عشرات المصانع والمختبرات بعد دخول القوات الروسية، وتم طرح هذه المسألة بالوثائق والأدلة الدامغة أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة دعت إليها موسكو ولم ينفع اللف والدوران الأمريكي في إخفاء هذه الحقيقة .
وجاء اعتراف ضابط أمريكي سابق من مشاة البحرية الأمريكية هو سكوت ريتر بأن الولايات المتحدة وكندا ودولاً أوروبية قاموا بتدريب النا*زيي*ن الجدد في أوكرانيا ومنهم كتيبة آزوف المتطرفة ليضيف حقيقة أخرى عن ارتباط السلوك الأمريكي بالإر*ه*اب ولو كان شكلاً من أشكال الن*از*ية التي طالما تغنت واشنطن بأنها حررت أوروبا والعالم من براثنها، وفوق ذلك عملت الأجهزة الأمريكية على إدخال هؤلاء النا*زيي*ن في مفاصل الدولة الأوكرانية و استيلائهم على القرار في حكومة كييف وراحوا ينشرون الكراهية والبغضاء بين روسيا وأوكرانيا بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين الشقيقين .
وكشفت الضربة الجوية الروسية الأخيرة لمعسكر تدريب على الحدود الأوكرانية البولندية عن استقدام واشنطن مجموعات كبيرة من المرتزقة لزجهم في القتال ضد روسيا وهذا ليس غريباً على السياسة الأمريكية التي اعتمدت على أدوات إره*ابي*ة في حروبها منذ سنوات وهذا ما جرى ويجري في سورية حيث استقدمت عصابات إر*هاب*ية من كل أصقاع الأرض لقتال الدولة السورية وتخريب مؤسساتها وهي اليوم تعيد السيناريو ذاته لمحاربة الدولة الروسية من خلال الأراضي الأوكرانية التي حولتها خلال السنوات الماضية إلى ساحة تفجير في وجه روسيا .
هذا غيض من فيض الحقائق التي بدأت تتكشف في الأيام القليلة الماضية من القتال في أوكرانيا فضلاً عن حقيقة واحدة فاضحة أن السياسات الأمريكية تقف خلف كل الحروب في العالم وهي التي كانت تبيّت لهذا الصراع الخطير منذ مدة طويلة وأرادت أن تفاجىء به القيادة الروسية التي سارعت لمواجهة الخطر الداهم على بلادها وأمنها ولم يكن أمامها من خيار آخر رغم الخسائر الكبيرة ليس على روسيا فقط وإنما على دول العالم أيضاً .
tu.saqr@gmail.com
Views: 0