لماذا لم يكن وصف الرئيس بوش الابن غزو العِراق واحتِلاله بالخطأ والوحشيّة “زلّة لسان”؟ وكيف يُكَرِّر خرّيجو مدرسة الغباء التي يتزعّمها السّيناريو نفسه في أوكرانيا؟
وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن غزو العِراق واحتِلاله، بالخطأ، وأنه “وحشي” و”غير مُبَرّر” لم يكن زلّة لسان، وإنّما جاءَ تعبيرًا عن عقله الباطن، وليس إشارةً إلى الحرب في أوكرانيا، فالرئيس بوش الذي استند غزوه على أكذوبةِ أسلحة الدّمار الشّامل، يُدرك جيّدًا أنه تسبّب باستِشهاد مِليونيّ عِراقي، نصفهم من الأطفال، وبسبب الحِصار التجويعي الذي استمرّ 13 عامًا، أمّا النصف الآخَر فمِنَ القصف الهمجي للمدنيين العُزّل بأسلحة مُحرّمة دوليًّا، واستِخدام قنابل مُصنّعة من اليورانيوم المنضب.
الرئيس بوش كان نازيًّا، والتّوصيف نفسه ينطبق على كُل شُركائه، وعلى رأسهم توني بلير البريطاني، وأزنار الاسباني، والدكتور أحمد الجلبي العِراقي والقائمة تطول، وسيأتي اليوم الذي نأمل أن يكون قريبًا لكيّ يقف في قفص الاتّهام بتُهمة ارتكاب جرائم حرب، وأُخرى ضدّ الإنسانيّة.
جاء اختِيار العِراق للتّدمير وقتل أطفاله وترميل نسائه، لأن شعبه يملك في عُروقه جينات العظمة والامبراطوريّات الحضاريّة وبتحريضٍ إسرائيليّ صهيونيّ لإضعاف الأمّة، ومنْع نهضتها، لهذا لم يَكُن هذا اختيارٌ من وَحيِ الصّدفة، وإنما محسوبًا بعنايةٍ، وكمُقدّمة لمشروع “الفوضى الخلّاقة” لأن جميع أفراد العصابة الفاعلة المُحيطة بالرئيس الأمريكي كانت تعلم جيّدًا، أن امتِلاك العِراق لأسبابِ القُوّة العسكريّة والعلميّة والاقتصاديّة، سيكون الرّافعة للأمّة، وسُلّم الصّعود لنهضتها، وتحرير فِلسطين، كُل فِلسطين، ومن النهر إلى البحر.
الرئيس بوش الابن كان وما زال نموذجًا في الغباء، وقد اختِير للقِيام بهذا الدّور التّدميري من قِبَل اللوبي الإسرائيلي، حيث جرى إعادة التّصويت في مُقاطعة ميامي ديد بولاية فلوريدا عمدًا، تمامًا مثلما اختير فلودود مير زيلينسكي “الدّمية” بعنايةٍ فائقة لرئاسة أوكرانيا، ليكون طُعمًا لجرّ روسيا والعالم إلى هذه المُؤامرة التدميريّة العالميّة الأضخم، وبالطّريقة نفسها التي تمّ من خِلالها جرّ العِراق إلى مِصيَدة الكويت.
من يُقارن زيلينسكي “المُهرّج” بالزعيم البريطاني ونستون تشرتشل الذي قاد بلاده وأوروبا لهزيمةِ النازيّة جنبًا إلى جنب مع قادةٍ عِظام مِثل شارل ديغول وستالين، لا يُمكن إلا أن يكون جاهلًا بالتّاريخ والجُغرافيا معًا، مُؤكّدًا أنه لم يكن مُؤهَّلًا إلا لأداء دور الأداة لأسياده في الغُرف التآمريّة المُظلمة، فهل ننسى مقولته بأنّه يخوض حربًا صليبيّة ضدّ العِراقيين والمِنطقة، وأن الرّب هو الذي اختاره للقِيام بهذه المُهمّة؟
نعم الحرب الأوكرانيّة كانت خطأ، بل أكبر خطأ، وجرى طبخها في الغُرف السّوداء المُغلقة نفسها، واستِخدام أوكرانيا وشعبها كطُعمٍ لجرّ روسيا وتوريط أوروبا في حربٍ عالميّةٍ ثالثة، بدأت بوادرها تظهر في العلن دمارًا اقتصاديًّا، وتجويعًا للمِليارات من البشر في جميع أنحاء العالم، والشّعوب الفقيرة المُعدَمة على وجه الخُصوص.
“رأي اليوم”
Views: 5