.. والمقاومة الفلسطينية أخذت خيارها بالرد واستخراج الغاز من البحر ممكن جداً ويحتاج لجرأة
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يوم الأربعاء، إنّه “يجب أن يعرف الجيل الجديد الإذلال الذي تعرض له الأهالي على الحواجز وما عانوه في السجون وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان وعدوانيته وعنصريته”.
وفي كلمة له، في عيد المقاومة والتحرير، أكد السيد نصر الله أنّ “يوم الانتصار على إسرائيل والتحرير هو يوم من أيام الله”، متوجهاً بالتبريك إلى جميع المناصرين، في هذا اليوم السعيد، مضيفاً أنّ “السعادة، هي ما شعر به الناس الذين عادوا إلى قراهم وبلداتهم”.
وتابع: “الحمد لله الذي هدانا لخيار المقاومة ولم ننتظر نظاماً عربياً ولا أمم متحدة ولا مجلس أمن دولياً”، شاكراً كل من “قدّم وضحى من كل الفصائل وكل الطوائف على ما قدّموه للمقاومة وخاصة الشهداء وأهلهم”.
وشكر السيد نصر الله الجرحى على ما قدّموه وللأسرى الذين تحملوا سنوات طوال في سجون الاحتلال، وأيضاً المجاهدين الذين “أفنوا زهرة شبابهم في ساحات الجهاد، والأهل الصامدين الصابرين في قراهم وفي كل القرى اللبنانية”.
وتوجّه السيد نصر الله بـ”الشكر للجيش اللبناني خصوصاً في السنوات الأخيرة خلال التسعينيات”، حيث كان هناك “انسجام مع المقاومة بقرار سياسي إضافة إلى الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة الفلسطينية”.
وشكر الأمين العام لحزب الله الرؤساء المقاومين خلال التحرير وهم: “الرئيس إميل لحود والرئيس سليم الحص والرئيس نبيه بري”.
كما شكر السيد نصر الله الجمهورية الإسلامية في إيران على ما قدّمته، وقال إنّها “لم تبخل بشيء، وإنّه لم يعد مخفياً ما تقدمه خصوصاً الدور الذي أداه الشهيد الحاج قاسم سليماني”، مضيفاً: “الشكر لوسائل الإعلام وخاصة قناة المنار وإذاعة النور”.
وأكد السيد نصر الله أنّه ” في ذكرى التحرير، يجب استحضار معاناة اللبنانيين على أيدي الاحتلال منذ العام 1982 وما جرى على القرى والبلدات من قصف وترهيب وتهجير وتشريد”، مؤكداً أنّه “يجب أن يعرف الجيل الجديد الإذلال الذي تعرض له الأهالي على الحواجز وما عانوه في السجون وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان وعدوانيته وعنصريته”.
وتابع: “يجب أن يعلم اللبنانيون الوجه الحقيقي لهذا الكيان الذي يحاول أن يظهر طبيعياً ويحاول أن ينسجم مع شعوب المنطقة”، متسائلاً “هل السيادي هو الذي يسكت عن الاحتلال لعشرات السنين ويقبل باتفاق 17 أيار؟”.
وشدد على أنّه “يجب أن يعلم الناس من هو السيادي في هذا البلد”، مؤكداً أنّ “الإنجاز الذي تحقق عام 2000 هو أعظم إنجاز في التاريخ المعاصر، وهو انتصار لا غبار عليه وقوبل بافتخار عربي وإسلامي ووطني”.
وشرح السيد نصر الله أنّ “انتصار عام 2000 كسر صورة الجيش الذي لا يُقهر وكسر مشروع إسرائيل الكبرى وأعطى الأمل للفلسطينيين بالتحرير”، لافتاً إلى أنّه “يجب تظهير كافة التضحيات، فهذا النصر لم يأتِ بالمجان بل صُنع بالدماء والدموع والأيدي والأصابع على الزناد، ويجب إظهار من قاوم الاحتلال ومن تآمر على أبناء وطنه ومن وقف على التل وذلك ليس لفتح الجروح بل لمنع المزايدات”.
السيد نصر الله: المقاومة في لبنان لم تطلب سلطة بعد الانتصار ولم تطمع بها
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنّه “كان للكيان الصهيوني مشروع بالانسحاب وترك آلياته في الداخل اللبناني ليبقى الشريط الحدودي بيد “جيش لبنان الجنوبي”، وليتصادم مع المقاومة، ما يعيد شرارة الحرب الأهلية ويعطيها بُعداً طائفياً، لكن سرعة المقاومة أحبطت هذا المشروع”.
وتابع بالقول إنّ “مسار حفر خطاب بيت العنكوت عميقاً في قادة الكيان وجيشه وهم يعيشون عقدة العقد الثامن”، مضيفاً أنّ “المقاومة لم تحتكر لا العمليات ولا الإنجازات ولا دماء الشهداء وهذا أيضاً إنجاز أخلاقي”.
السيد نصر الله لفت إلى أنّ “المقاومة في لبنان لم تطلب بعد الانتصار سلطة، ولم تطمع بها رغم أنّ سوريا كانت موجودة والرؤساء الثلاثة في البلد حلفاء لنا”، مشيراً إلى أنّ “المقاومة الوحيدة التي حققت نصراً ولم تحكم هي المقاومة في لبنان، وخصوصاً حزب الله، ولم نطالب بذلك لأنّنا لم نقاتل لأجل السلطة بل لتحرير الأرض والشعب ولأجل الكرامة الوطنية”.
وأوضح السيد نصر الله أنّ “الخط البياني لقدرة كيان العدو بدأ بالنزول بعد الهزيمة التي تلقاها في لبنان عام 2000 وهذا بشهادة رئيس حكومة الكيان السابق بنيامين نتنياهو”، مؤكداً أنّ “حضور المقاومة في الحكومة هدفه حماية ظهر المقاومة ومتابعة حاجات الناس وإلا فإنّ هذه السلطة ليست هدفاً لنا”.
وعن بعض الأفرقاء في الداخل اللبناني، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أنّ “البعض في لبنان لا يعتبر الإسرائيلي عدواً ولو قال عنه ذلك لاحقاً بدافع المجاملات”.
لفت السيد نصر الله إلى أنّ “هذه المقاومة التي انتصرت في عام 2000 قاتلت في ظلّ الانقسام اللبناني، ولم يكن هناك إجماع لبناني حول المقاومة، مضيفاً أنّ “بعض الوسائل الإعلامية كانت تقول هناك جولات عنف في الجنوب، وكان تسمي شهداء المقاومة بالقتلى”.
وتابع أنّ “المقاومة الجادة والقوية هي التي تجبر العدو على إرسال رسائل التطمين”، مشيراً إلى أنّ “الاختلاف والسجال على المقاومة قديم وهو قائم ويستمر وكل طرف استخدم الحجج التي لديه”.
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ “من يرد الاقتناع فسيقتنع ومن لا يريد فلن يقتنع ولكن سيكون هناك مع وضد وعلى التل وهذا هو الواقع الموجود”، مشيراً إلى أنّ “الأمور وصلت ببعض الأشخاص للسؤال من كلّفكم بقتال العدو؟ في وقتٍ كان بلدنا محتلاً ورجاله ونساؤه في السجون، ونحن نسأله في المقابل، نحن دافعنا عن وطننا وأنتم ماذا فعلتم؟”.
الأمين العام لحزب الله أكد أنّ “هذه المقاومة أقوى مما تتوقعون وتتصورون وهي أقوى من أي زمن مضى ومعنوياتها عالية”، مشيراً إلى أنّ “الدولة ذاهبة إلى الانهيار ويجب حلّ مشاكلها الاقتصادية حتى تبقى ليطلب أحدهم تسليمها السلاح”.
السيد نصر الله: موضوع استخراج الغاز من البحر ممكن جداً جداً ويحتاج لجرأة
وأردف السيد نصر الله: “قلنا لهم اتركوا المقاومة جانباً لأن هموم الناس أولى والدولار يرتفع والدولة تنهار بينما شغلهم الشاغل المقاومة”، مضيفاً “حلّوا أزمات البلد ليبقى جيش وتبقى دولة وبعدها تعالوا لنناقش الاستراتيجية الدفاعية”.
وشدد على أنّ “لبنان قادر أن يكون دولة غنية بالنفط والغاز”، داعياً “للدولة الغنية وعليه فإنّ لبنان القوي هو لبنان الغني”.
واكد السيد نصر الله أنّ “موضوع استخراج الغاز من البحر ممكن جداً جداً، ويتم حلّ مشاكل لبنان لكن ذلك يحتاج جرأة”، لافتاً إلى أنّه “لا يحلّ مشكلة لبنان إلا النفط والغاز في المياه الاقليمية”.
وأكد الأمين العام أنّ لدى لبنان كنز وثروة هائلة من النفط والغاز، مضيفاً أننا “نقف مكتوفي الأيدي أمامهم بينما كيان العدو يُبرم عقوداً لبيع نفطه”.
السيد نصرلله: أي مساس بالمسجد الأقصى سيفجر المنطقة
وعن الأحداث الأخيرة في الأقصى، أشار السيد نصر الله إلى أنّ “أي مساس بالأقصى سيؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة”، مؤكداً أنهّ “سيؤدي فلى ما لا يُحمد عقباه”. وأشار السيد نصر الله إلى أنّ المقاومة الفلسطينية أخذت خيارها بالرد على أي مساس بالمسجد الأقصى”.
وقال السيد نصر الله إنّ “العدو بواقع مأزوم ويعاني انقساماً داخلياً حاداً ونسبة لأي زمانٍ مضى لم يكن بهذا الضعف والوهن”، مشدداً على “حكومة العدو ألا تقوم بخطوة نتائجها كارثية على وجود الكيان المؤقت”.
ووجه “التحية للمقاومين الذين هم أهل العيد”، داعياً إلى الترقب والانتباه والاستعداد لما قد يجري وله تداعيات كبيرة على المنطقة وهذا يتوقف على “حماقة العدو” على حد تعبيره.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر في المقاومة الفلسطينية للميادين، بأنّ “المقاومة أجرت مباحثات عدة خلال الأيام الأخيرة مع الوسطاء بخصوص الاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال في مدينة القدس”.
وأكّدت المصادر أنّ “المقاومة أبلغت الوسطاء بأنّها لن تسكت على استفزازات الاحتلال ومحاولاته فرض وقائع جديدة في القدس وخاصة التقسيم الزماني والمكاني”، وأنها “لن تسمح بعربدة المستوطنين في القدس وشوارعها”.
وشددت المقاومة على أنّ “الرد على مثل هذه الاستفزازات سيكون من كل الساحات بما فيها غزة”، مشيرةً إلى أنّ “كل الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة لمواجهة استفزازات الاحتلال بما في ذلك الخيار العسكري”.
Views: 5