يتواصل عدوان نظام أردوغان على سورية منذ أكثر من أحد عشر عاماً من دون توقف، وفي كل مرحلة يأخذ أشكالاً جديدة .
وكانت المرحلة الأولى تتمثل في تجنيد عشرات الآلاف من المجرمين وعتاة الإرهابيين واستقدامهم من مختلف أصقاع الأرض وفتح الحدود التركية أمامهم ودفعهم مدججين بشتى أنواع الأسلحة إلى داخل الأراضي السورية ليشكلوا عصابات القتل والإجرام وارتكاب الفظائع بحق المواطنين السوريين وتدمير مؤسسات الدولة السورية وتهجير السكان وسرقة ممتلكاتهم والاستيلاء على بيوتهم وأراضيهم .
لقد كان النظام التركي ولا يزال رأس الحربة في تنفيذ المشروع الإرهابي المُعادي لسورية، وتم تكليفه من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لإنجاز هذا المشروع لقاء وعود بدعم أحلامه المريضة بإحياء العثمانية بطبعتها الجديدة، وعندما انكسر هذا المشروع واصل رئيس النظام التركي عدوانه بطرق مختلفة عبر وضع اليد على الأراضي التي يحتلها في سورية والعمل على «تتريكها» ودعم مجاميع الإرهابيين في إدلب من أمثال “جب*هة الن*ص*رة” وغيره، ثم احتلال عفرين ورأس العين والشريط الحدودي من جرابلس وحتى القامشلي مستخدماً عصابات ما يسمى “الجيش الحر” .
وبعد أن توقف عن المطالبة بما يسمى “المنطقة الآمنة” بعمق 30 كم استيقظ فجأة مستغلاً الحرب الروسية- الأوكرانية للمطالبة بهذه المنطقة، ولكن هذه المرة تحت ذريعة توطين مليون لاجئ سوري .
وما فتئ أردوغان يناور مع واشنطن للحصول على موافقتها لإنشاء هذه المنطقة، ولكن أمريكا تتمنع إرضاء لعميلتها “ق*س*د” التي تعيش قلقاً عميقاً هذه الأيام خوفاً من أن تبيعها الإدارة الأمريكية في منتصف الطريق، وتعقد صفقة مع النظام التركي على حسابها، وهذا ليس غريباً في السياسة الأمريكية التي دأبت على بيع عملائها عندما تنتهي صلاحيتهم أو وظائفهم، ولن تكون “ق*س*د” استثناء عن هذه القاعدة.
وإضافة إلى استغلال الحرب الروسية- الأوكرانية وحاجة حلف الناتو له يرى أردوغان أن توطين مهاجرين سوريين فيما يسمى “المنطقة الآمنة ” يفيده في الصراعات داخل تركيا، حيث تطالب أحزاب المعارضة بإعادة المهاجرين السوريين إلى بلدهم، كما يأمل بأن تفيده هذه الورقة في الانتخابات القريبة القادمة التي يحسب لها ألف حساب نظراً للمخاوف الجدية بأنه قادم على خسارة مدوية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها تركيا نتيجة التدهور غير المسبوق لليرة التركية وانسداد آفاق الإنقاذ وعدم جدوى ارتفاع نسب الفائدة أكثر من مرة، ولعبة الهروب إلى الأمام التي يمارسها النظام التركي من خلال استمرار عدوانه على سورية والرقص على حبال الأزمات والصراعات أضحت مكشوفة وسوف يفشل صاحبها عاجلاً أم آجلاً ومهما طال الزمن .
tu.saqr@gmail.com
Views: 2