حلف الأطلسي يحذر من حرب طويلة في أوكرانيا ويطالب بتوفير دعم إضافي رغم التكاليف المرتفعة.. وروسيا تتقدم في معركة بشرق أوكرانيا وكييف تعترف بالانتكاسة
كييف ـ من ناتاليا زينتس وماكس هاندر:
قالت روسيا اليوم الأحد إنها سيطرت على قرية بالقرب من مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية في أوكرانيا، وهي هدف رئيسي في حملة موسكو للسيطرة على شرق البلاد، بينما توقع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن تستمر الحرب لسنوات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها انتصرت في ميتيولكين، وهي منطقة يقل عدد سكانها عن 800 شخص، قبل بدء الحرب. وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن العديد من المقاتلين الأوكرانيين استسلموا هناك.
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا حققت “نجاحا جزئيا” في المنطقة التي تبعد نحو ستة كيلومترات جنوب شرقي سيفيرودونيتسك.
ونقلت صحيفة فيلت ام زونتاج الألمانية عن ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اليوم الأحد قوله إن إمداد القوات الأوكرانية بأحدث الأسلحة سيعزز فرصة تحرير منطقة دونباس بشرق البلاد من السيطرة الروسية.
وتركز القوات الروسية جهودها حاليا على محاولة فرض سيطرتها الكاملة على منطقة دونباس والتي كان الانفصاليون المدعومون من روسيا يسيطرون على أجزاء منها قبل بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط، وذلك بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف في وقت مبكر من الحرب.
ونقلت الصحيفة عن ستولتنبرج قوله “يجب أن نستعد لحقيقة أن الحرب قد تستمر سنوات. يجب ألا نتوانى عن دعم أوكرانيا”.
وقالت روسيا اليوم الأحد إن هجومها بمدينة سيفيرودونيتسك يمضي قدما بنجاح.
وقال سيرجي جايداي حاكم لوجانسك المُعين من قبل أوكرانيا إن القتال جعل عمليات الإجلاء من المدينة مستحيلة. وأضاف للتلفزيون الوطني “كل المزاعم الروسية بأنهم يسيطرون على المدينة محض كذب. إنهم يسيطرون على الجزء الرئيسي من المدينة، ولكن ليس على المدينة بأكملها”.
وفيما يتعلق بالمنطقة المحيطة بسيفيردونيتسك، قال جايداي للتلفزيون إن الهجوم الروسي على توشكيفكا الواقعة على بعد 35 كيلومترا جنوبا “حقق درجة من النجاح”.
ولم يتسن لرويترز تأكيد روايات المعارك بشكل مستقل.
* قصف خاركيف
قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إن كلا من روسيا وأوكرانيا واصلتا القصف العنيف حول سيفيرودونيتسك “مع تغير طفيف في خط المواجهة”.
وكتب محللون في معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، “ستسيطر القوات الروسية على الأرجح على سيفيرودونيتسك في الأسابيع القادمة، لكن ذلك سيأتي على حساب تركيز معظم القوات المتاحة في هذه المنطقة الصغيرة”.
وأفاد التقييم العسكري البريطاني أن الروح المعنوية للوحدات القتالية الأوكرانية والروسية في دونباس كانت على الأرجح “متقلبة”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية على تويتر “من المحتمل أن تكون القوات الأوكرانية قد عانت من حالات فرار من الخدمة في الأسابيع الماضية. ومع ذلك، من المرجح أن تظل الروح المعنوية الروسية مضطربة بشكل خاص. ولا تزال تحدث حالات لرفض وحدات روسية كاملة الأوامر ومواجهات مسلحة بين ضباط وجنودهم”.
وفي مدينة ليسيتشانسك التي تقع على الجانب الآخر من النهر، قال جايداي إن مباني سكنية ومنازل خاصة قد دُمرت، مضيفا أن “الناس يموتون في الشوارع وفي الملاجئ”.
وقال في وقت لاحق إنه تم إجلاء 19 شخصا اليوم الأحد. وقال جايداي “إننا نتمكن من جلب مساعدات إنسانية وإجلاء الناس قدر ما نستطيع”.
وفي خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا والتي تقع إلى الشمال الغربي من لوجانسك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ من طراز إسكندر دمرت أسلحة قدمتها دول غربية مؤخرا لأوكرانيا.
وقال مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية إن القوات الروسية كانت تحاول الاقتراب من مدينة خاركيف، التي تعرضت لقصف مكثف في وقت سابق من الحرب، وجعلها “مدينة على خط المواجهة”.
جنوبا، قال رئيس بلدية ميليتوبول في مقطع فيديو نُشر على تيليجرام من خارج المدينة إن أسلحة غربية ساعدت القوات الأوكرانية على التقدم لمسافة عشرة كيلومترات باتجاه ميليتوبول التي تحتلها روسيا.
* “إنهم مرتاحو البال”
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي عمل على شحذ همم مواطنيه عبر رسائل يومية مصورة، إنه زار القوات في منطقة ميكولايف، على بعد حوالي 550 كيلومترا جنوبي من كييف.
وأضاف في مقطع فيديو تم تسجيله فيما يبدو على متن قطار متحرك اليوم الأحد “إنهم مرتاحو البال. لا يساور أيهم شك في انتصارنا… لن نسلم الجنوب لأحد وكل ما هو ملكنا سنستعيده”. وأشار زيلينسكي إلى أنه علم بشأن التقارير عن وقوع دمار جراء ضربات روسية في منطقتي ميكولايف وأوديسا.
وتابع قائلا “الخسائر كبيرة. العديد من المنازل دمرت وتعطلت الخدمات اللوجستية المدنية”.
ولاحقا قال إنه يتوقع أن تكثف روسيا هجماتها على بلاده بينما تنتظر كييف قرار الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بشأن منحها وضع دولة مرشحة لعضويته.
وأضاف زيلينسكي في خطابه المصور مساء اليوم “من الواضح أن علينا أن نتوقع من روسيا هذا الأسبوع تكثيف أنشطتها العدائية على سبيل المثال”.
وأضاف “ليس ضد أوكرانيا فقط، ولكن أيضا ضد دول أوروبية أخرى… نحن مستعدون”.
وأعلنت ألمانيا الأحد إجراءات من شأنها أن تجعلها متأهبة لوقف تدفقات الغاز الطبيعي من روسيا. وفي هذا الإطار تعمل الدولة، التي تسعى للتخلص التدريجي من واردات الطاقة الروسية وتخشى أن توقف موسكو الشحنات قبل أن تصبح مستعدة، على زيادة مخزونات الغاز لديها وتخطط لزيادة إنتاج محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. (رويترز)
Views: 17