لا تريد الولايات المتحدة الأمريكية للحرب في أوكرانيا أن تتوقف.. بل تسعى إلى صب الزيت على النار وإطالة أمدها بكل الوسائل والسبل ، وهي تعمل ليل نهار على تغذيتها بعد أن منعت نظام كييف من مواصلة المفاوضات مع الجانب الروسي التي بدأت في تركيا وجعلته ينقلب على التفاهمات التي تم التوصل ، إليها وقامت مع حلفائها الأوربيين بإغراق أوكرانيا بالأسلحة المتطورة من كل الأنواع إضافة إلى تقديم عشرات مليارات الدولارات تشجيعاً للرئيس الأوكراني كي لا يتوقف عن الحرب مع روسيا، رغم عدم التوازن مع الجيش الروسي ورغم القتل والخراب والدمار الذي تحدثه المعارك في الأراضي الأوكرانية .
ولم تعد إدارة بايدن تخفي رغبتها وسعيها لاستمرار الحريق الأوكراني وسط أوروبا، حيث باتت شظاياه تصل إلى كل أنحاء العالم.. فقد دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، – وهو الذي يأتمر بأمر واشنطن- الغرب إلى الاستعداد لحرب “استنزاف طويلة المدى” في أوكرانيا.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين من العاصمة الأمريكية واشنطن، عقب لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال: “علينا أن نستعد على المدى البعيد، لأن ما نراه أن هذه الحرب أصبحت حرب استنزاف”.
وتابع: “زودنا كييف بصواريخ ذات مدى أبعد ودقة أكبر، وهدفنا هو تمكين أوكرانيا من تحقيق تفوق ميداني”.
لا تقبل إدارة بايدن بتوقف الحرب قبل أن تحقق أهدافها في استنزاف روسيا بشكل كامل فقد كانت قد خططت طويلاً لهذه الحرب لتكون أوكرانيا قنبلة متفجرة بوجه روسيا وحولت الدول الأوروبية كلها لتكون معادية لروسيا واستنفرت آلتها الإعلامية بكامل طاقتها لشن حملة كراهية وعداء غير مسبوقة ضد روسيا والشعب الروسي وحتى الثقافة الروسية وكل مايمت لروسيا وتاريخها بصلة .
ومثلما عملت واشنطن على إشعال الحرب الإرهابية على سورية وشعبها واقتصادها ووقفت بوجه أي مسعى لوقفها نجد الصورة تتكرر في الحرب الأوكرانية.. فالأسلوب نفسه تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية لإطالة أمد الحرب والحيلولة دون توقفها فهي لاتخسر نقطة دم واحدة ولا تفقد جندياً واحداً من جنودها والأموال والأسلحة الهائلة التي ترسلها إلى أوكرانيا تصرف معظمها من حساب الدول الأوروبية أو صندوق النقد الدولي، أي إنها تحارب بالآخرين وهذه سياسة جديدة اعتمدتها واشنطن مؤخراً ، لذلك لايهمها متى تتوقف الحرب ولا حجم القتلى والدماء ولا حتى الخسائر الفادحة التي تلحق بالأوروبيين والغلاء الفاحش نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة .
لكن مالم تحسبه إدارة بايدن أن تصل الأزمة إلى عقر دارها وأن يصل الركود إلى اقتصادها وأن يضرب التضخم ضرباته القوية النظام المالي وفيما تترنح الاقتصادات الأوروبية ويتصدع الاقتصاد الأمريكي تحت وطأة التضخم وتسارعه ينتعش الاقتصاد الروسي ويحلق الروبل وتتضاعف الميزانية الروسية رغم الحصار والعقوبات وبذلك انقلب السحر على الساحر وفشلت الخطط والمكائد.
tu.saqr@gmail.com
Views: 12