لم يعد التدخل الأمريكي- الأوروبي في الحرب الأوكرانية يقتصر على تقديم المساعدات المالية والعسكرية وإنما بات تدخلاً مباشراً وسافراً واشتراكاً في القتال وعلى المكشوف.
فقد تم القبض على عشرات الجنود ممن تم إرسالهم من الجيوش الأمريكية والبولندية والبريطانية والفرنسية وغيرها من الذين يشاركون في القتال ضد الجيش الروسي ، والمواجهة غدت بشكل مباشر بين دول حلف ناتو وروسيا، وليس بين روسيا وأوكرانيا فقط وتقود الولايات المتحدة الأمريكية المعارك في أوكرانيا من خلال غرف عمليات مشتركة منذ بداية الحرب .
لقد خططت واشنطن لهذه الحرب منذ سنوات وعلى الأقل منذ عام 2014، حيث عملت على توتير الأجواء بين كييف وموسكو واستفزت روسيا بشكل غير مسبوق في التنكيل بسكان إقليم دونباس الناطقين باللغة الروسية، وحرضت حكومة أوكرانيا على القتل الممنهج لأكثر من أربعة عشر ألف روسي من سكان الإقليم بطرق عنصرية وتمييزية حاقدة، وأججت الكراهية بين الشعبين الشقيقين الروسي والأوكراني اللذين تجمعهما الأخوة والتاريخ المشترك الطويل، وتبين أنها الطرف الذي يغذي الحرب ويصب الزيت على النار علانية، ويمنع الجانب الأوكراني من معاودة المفاوضات والتفاهم مع الجانب الروسي لإيقافها، وشرعت بتشكيل التحالفات مع الدول الأوروبية لمعاقبة روسيا وفرض الحصار عليها.
ولايكاد يمر شهر من دون أن يأتي الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اوروبا لعقد الاجتماعات وجمع الأموال الطائلة والأسلحة لبقاء الصراع مشتعلاً بوتيرة عالية.
وفوق هذا وذاك تشن إدارة بايدن حملة مسعورة محورها أن موسكو أو “حرب بوتين” كما يزعمون هي سبب أزمة الغذاء في العالم وهي وراء ارتفاع الأسعار لجميع المواد والسلع بمعنى تأليب شعوب العالم على الحكومة الروسية، ولكن الحقائق بدأت تظهر للعيان بعد أن ارتدت العقوبات على أصحابها فأرقام التضخم في ازدياد في كل من أمريكا وأوروبا ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وينتظر الدول الأوروبية شتاء لم يعرفوا مثيلاً له من قبل نتيجة قطع النفط والغاز الروسيين بعد الضغوط الأمريكية بعدم الدفع بالروبل لخنق الاقتصاد الروسي، ولن يستطيعوا تعويض نقص النفط والغاز الروسيين من أي جهة في العالم، ومع ذلك تتاجر واشنطن بشعوب أوروبا ومصيرها من أجل أن تشبع حقدها وأنانيتها في محاربة الشعب الروسي، وفي ظنها أن ذلك يبقيها متربعة على عرش العالم وكقطب وحيد من دون منازع من روسيا أو الصين أو أي أقطاب دولية أخرى .
حسابات الحقل الامريكية لم تتطابق مع حسابات البيدر، فالنفط والغاز الروسيين وجدا طريقهما إلى أسواق أخرى في الهند والصين وآسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وبكميات مضاعفة والروبل الروسي تخطى الأرقام السابقة كلها والعزلة أصابت كل من عاقب روسيا والأصوات بدأت ترتفع في واشنطن والعواصم الأوروبية حول الغلاء الشديد ونقص السلع وارتفاع أسعار الطاقة التي دحضت كل الوعود الأمريكية بأنها ستعوض البلدان الأوروبية بالنفط والغاز وهاهي تلك البدان تخطط للعودة إلى زمن الفحم الحجري بكل مافيه من تلوث وفساد للمناخ العالمي.. وعلى أي حال لن تفيد اجتماعات مجموعة السبع ولا مؤتمرات ناتو في تجنب الكوارث القادمة التي تقرع أبواب الحاقدين في أوروبا وأمريكا
Views: 12