فشلت الولايات المتحدةالأمريكية وحلفاؤها الغربيون في تمرير قرار أممي في مجلس الأمن الدولي يمدد إيصال ما أطلقوا عليها مساعدات إنسانية إلى المجموعات الإر*ه*ابية في سورية ورفضت تلك الدول مراراً وتكراراً أن تتولى الحكومة السورية توزيع المساعدات بشكل عادل وقانوني على مساحة الجغرافيا السورية وترك الإصرار الأمريكي على هذا الرفض ظلالاً من الشك أن تكون هذه المساعدات عبارة عن إمداد لدعم المسلحين ليس بالغذاء والدواء فقط وإنما بكميات من الأسلحة والذخائر مخفية بالمساعدات المرسلة ليواصلوا أعمالهم الإر*هاب*ية في سورية .
وبسبب الفيتو الروسي تم إفشال القرار الغربي في مجلس الأمن الدولي ليقين الجانب الروسي أن هذه المساعدات ليست بريئة ولو كانت إنسانية لتم ايصالها عبر المعابر الشرعية وبمعرفة السلطات الرسمية السورية .
لقد عرضت روسيا بالمقابل مشروع قرار يقضى بإرسال المساعدات لمدة ستة أشهر، وأن تكون بعلم الحكومة السورية وأن تجري مراجعة لها بعد هذه المدة إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا عارضوا هذا المشروع وأطلقوا حملة شعواء لتشويه سمعة روسيا وأنها ضد وصول المساعدات الإنسانية وأن الفيتو الروسي سوف يسبب مجاعة وكارثة إنسانية لأكثر من أربعة ملايين سوري .
تريد الولايات المتحدة ،وحلفاؤها من وراء ما يسمى المساعدات الإنسانية إرسال السلاح إلى المجموعات الإرهابية في سورية وقد جرى هذا على امتداد السنوات الماضية وكان من أسباب مواصلة الجماعات الإر*هاب*ية لعملياتها الإجرامية في أكثر من منطقة سورية وقد بات هذا الأسلوب معروفاً ومكشوفاً من أجل مد المجموعات المسلحة بأسباب البقاء والجاهزية لتنفيذ مايطلب منها وحتى لايتوقف المشروع الإ*ره*ابي أو ينتهي .
وجاء الفيتو الروسي هذه المرة في خضم المواجهة الشديدة المحتدمة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على خلفية الحرب في أوكرانيا فأضاف عاملاً جديداً لتأجيج الحرب الإعلامية والنفسية ضد روسيا التي وصلت إلى مستوى الهستريا ضد كل ماهو روسي واشتدت الحملات العنصرية والتمييز ونشر الكراهية والبغضاء في الغرب ضد الجاليات والطلاب والدبلوماسيين الروس في كل مكان من أوروبا وأمريكا بصورة لم يسبق لها مثيل وكانت تظن الحكومات الغربية أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى استنزاف الاقتصاد الروسي وانهياره إلا أن الحصار والعقوبات جاءت على عكس ذلك تماماً فالروبل الروسي وصل إلى 59 مقابل الدولار وبات يدخل الميزانية الروسية مليار دولار يومياً واتجه الغاز والنفط الروسيان إلى أسواق جديدة في الشرق نحو الصين والهند فيما اشتد التضخم والتهبت الأسعار ، وطال الغلاء كل السلع في أوروبا وأمريكا وظهر جلياً أن الذين عاقبوا روسيا عاقبوا أنفسهم بالدرجة الأولى وقد يكون هؤلاء أمام الأعظم وهم على أبواب فصل الشتاء .
tu.saqr@gmail.com
Views: 12