ويكشف عن عرض لتبادل سجناء مع روسيا دون ذكر التفاصيل
واشنطن ـ (أ ف ب) – أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء أن بلاده قدمت عرضا “هاما” لروسيا لإطلاق سجينين أميركيين لديها، كاشفا أنه سيتحدث هاتفيا الى نظيره الروسي سيرغي لافروف للمرة الأولى منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال بلينكن للصحافيين إن المحادثة الهاتفية المرتقبة “في الأيام القادمة” مع لافروف “لن تكون للتفاوض بشأن أوكرانيا”، بل ستكون مخصصة للعرض الذي قدمته بلاده لإطلاق سراح نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر وجندي المارينز السابق بول ويلان المسجونين في روسيا.
وأضاف “أعتزم إثارة قضية تشكل أولولية بالنسبة إلينا: تحرير بول ويلان وبريتني غرينر الموقوفين من دون وجه حق واللذين يجب أن يسمح لهما بالعودة إلى بلدهما”.
وتابع بلينكن “وضعنا مقترحا على الطاولة قبل أسابيع لتسهيل الإفراج” عن المعتقلين الأميركيين، مشيرا الى أن “حكومتنا تواصلت بشكل متكرر ومباشر بشأن هذا الاقتراح وسأستغل المحادثة للمتابعة شخصيا”.
ولحساسية القضية لم يشأ بلينكن الخوض في التفاصيل، أو تأكيد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تعرض مقايضة السجينين الأميركيين بمهرب الأسلحة الروسي المدان فيكتور بوت.
وانخرطت الولايات المتحدة وروسيا في عملية تبادل سجناء في نيسان/أبريل خلال الحرب الأوكرانية، حيث أطلقت روسيا سراح جندي المارينز السابق تريفور ريد مقابل الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو المدان بتهريب المخدرات في الولايات المتحدة.
وواجه الرئيس جو بايدن ضغوطا متزايدة للإفراج عن غرينر التي تواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وقد اتهم زوجها الإدارة الأميركية بعدم بذل الجهود اللازمة.
أمّا ويلان الذي كان مسؤولا أمنيا في شركة لقطع السيارات وأحد عناصر مشاة البحرية السابقين، فاعتقلته موسكو في كانون الأول/ديسمبر 2018 بتهمة امتلاك مواد حسّاسة. ودين بالتجسس في حزيران/يونيو 2020 وحكم عليه بالسجن 16 عاما.
وأعربت عائلة ويلان في بيان عن تقديرها لجهود إدارة بايدن وأعربت عن أملها في أن تقبل روسيا هذا التنازل أو بعض التنازلات الأخرى من أجل حريته.
– لا مفاوضات مع أوكرانيا
والمكالمة الهاتفية بين بلينكن ولافروف ستكون الأول بينهما منذ 15 شباط/فبراير، عندما حذر وزير الخارجية الأميركي روسيا من مغبة غزو أوكرانيا.
لكن الرئيس فلاديمير بوتين مضى قدما وشن هجومه بعد تسعة أيام، ما دفع بالولايات المتحدة مع حلفائها إلى فرض عقوبات قاسية على روسيا والعمل لعزل موسكو على المسرح الدولي.
وقال بلينكن للصحافيين إن المحادثة الهاتفية “لن تكون مفاوضات بشأن أوكرانيا”، مضيفا “أي مفاوضات بشأن أوكرانيا تجرى بقرار من شعبها”.
وأكد بلينكن أن بلاده التي تضخ المليارات من المساعدات العسكرية لأوكرانيا “ليست واهمة” بأن روسيا مستعدة للمشاركة “بشكل هادف وبناء” لإنهاء الحرب.
وقال “في غضون ذلك، سنواصل بذل كل ما في وسعنا لتعزيز موقف أوكرانيا في ساحة المعركة”.
ولفت بلينكن الى أنه سيبحث مع لافروف أيضا في الاتفاق الروسي-الأوكراني لتصدير 25 مليون طن من الحبوب تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في اسطنبول بوساطة تركية ورعاية أممية.
وقال “مئات الملايين من الناس ينتظرون إبحار هذه السفن من موانئ أوكرانيا”، معربا عن أمله بأن “يتيح هذا الاتفاق استئناف شحن الحبوب الأوكرانية سريعا عبر البحر الأسود وأن تفي روسيا بتعهّدها السماح بعبور هذه السفن”.
وقال أيضا إنه سيحذر من عواقب أخرى إذا ضمت روسيا المزيد من الأراضي الأوكرانية. وكانت موسكو قد استولت عام 2014 على شبه جزيرة القرم واعتبرتها جزءا من روسيا، لكن معظم دول العالم لم تعترف بهذا القرار.
وقال البيت الأبيض مؤخرا إن روسيا تمهد الطريق ل”استفتاءات زائفة” في المناطق التي استولت عليها ربما في وقت مبكر من أيلول/سبتمبر.
ورفض بلينكن بشكل واضح لقاء لافروف خلال قمة مجموعة العشرين في وقت سابق هذا الشهر في بالي، حيث حشدت الولايات المتحدة حلفاءها لانتقاد روسيا في الجلسات المغلقة.
– غرينر –
واعتقلت غرينر البطلة الأولمبية وبطلة الدوري الأميركي للمحترفين للسيدات في مطار تشيريميتييفو في موسكو بعد أن ضبطت السلطات عبوات للسجائر الالكترونية مليئة بزيت القنب بحوزتها، وذلك قبل أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت اللاعبة البالغة 31 عاما قد وصلت إلى روسيا من أجل اللعب خلال فترة توقف الدوري الأميركي، وهي ممارسة شائعة للاعبات كرة السلة اللواتي يكسبن أحياناً في الخارج أكثر من الداخل.
وكانت غرينر أقرّت في السابع من تموز/يوليو الحالي بذنبها، وهي تواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، لكنها قالت خلال جلسة محاكمة الأربعاء إنها لم تكن تنوي تهريب المخدرات وجاءت رغم تحذيرات واشنطن كي لا تخذل فريقها الروسي.
وأقرت بذنبها بحيازة المواد المخدرة، لكنها نفت أن تكون نيتها تهريب المخدرات الى روسيا. وخلال المحاكمة الأربعاء، قالت غرينر التي يبلغ طولها 2,06 متر إنها ما زالت لا تعرف كيف انتهى المطاف بالعبوات في حقيبتها.
وأوضحت “لم أفكر أو أخطط لإدخال مواد محظورة إلى روسيا. لم أكن أنوي خرق القانون الروسي”، مشيرة إلى أنها “كانت في عجلة من أمرها في التوضيب للسفر” وأنه لم تكن لديها “النية لاستخدام” مادة محظورة في روسيا.
واشارت أنها حصلت على إذن من طبيب أميركي لاستخدام القنّب الطبي لتخفيف آلام إصاباتها العديدة.
Views: 14