روسيا تصعّد من حرب الغاز مع اقتراب فصل الشتاء واوروبا تزداد ارتعاشا.. كيف يخطط بوتين لوصول تبعات الحرب لكل بيت أوروبي لزيادة العداء لامريكا؟ اليكم بعض التفاصيل الموثقة
الاقتصاد الاوكراني يقترب من الانهيار حيث ارتفعت معدلات التضخم، وانخفضت الصادرات، وكذلك قيمة العملة (40 بالمئة)، وتقول تقارير مستقلة ان زيلينسكي يحتاج الى 5 مليار دولار شهريا لتغطية نفقات الحكومة وتسديد الرواتب، و8 مليار دولار أخرى لدفع فواتير الغاز شهريا مع اقتراب موسم الشتاء القارس، حيث تقدر احتياجات أوكرانيا بحوالي 200 مليون متر مكعب تنتج حوالي 50 مليون منها محليا فقط، مما يعني عجزا مقداره 150 مليون متر مكعب.
المعضلة الكبرى التي تواجهها أوكرانيا في ميدان الطاقة تتمثل في فشل الولايات المتحدة في توفير مصادر بديلة للغاز الروسي، وخاصة من قطر والجزائر ودول خليجية أخرى، بل والولايات المتحدة الامريكية نفسها، والرئيس فلاديمير بوتين يعرف هذه الحقيقة، ولهذا بدأ في إشهار سلاح النفط مبكرا، وأعلنت وزارة الطاقة الروسية تخفيض الإنتاج في خط انابيب “نورد ستريم 1” بحوالي 20 بالمئة (33 مليون متر مكعب) ومن المؤكد ان هذه النسبة سترتفع في الأسابيع القليلة القادمة، وهذا ما يفسر حالة الذعر المتصاعدة حاليا في أوروبا.
أسعار الغاز وبعد القرار الروسي ارتفعت اليوم الأربعاء بنسبة 20 بالمئة مع إعلان تخفيض الكميات في الانبوب المذكور، الامر الذي سيهبط بردا وسلاما على قلب وزير المال الروسي ورئيسه، لان هذا يعني عوائد إضافية للخزينة الروسية، حتى انه، أي وزير المال الروسي، بات يفكر بإيجاد طرق لتخفيض العملة الروسية “الروبل” التي تعيش احلى ايامها حتى لا يؤثر ارتفاعها على حجم الصادرات الروسية الأخرى، لأنها تصبح غالية الثمن بالمقارنة مع نظيراتها في الأسواق العالمية.
التطور الجديد في الميدان العسكري وعلى الجبهات خاصة في الجنوب الشرقي، يتمثل في وصول كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات الغربية، وخاصة من أمريكا، وعلى رأسها صواريخ “هيمارس” متوسطة المدى (80 كم) الامر الذي بات يعكس قلقا في أوساط القيادة الروسية، مما دفعها الى ضرب مخازن هذه الصواريخ، او قوافلها قبل وصولها، وهذا ما حدث بالأمس عندما أعلنت هذه القيادة عن تدمير 100 صاروخ من هذا النوع، والبحث جار عن كميات أخرى في طريقها الى الجيش الاوكراني.
اكثر ما يقلق أوروبا وقيادتها في الوقت الراهن هو انتقال الحرب الأوكرانية الى كل بيت فيها، من خلال النقص في كميات الغاز، علاوة على ارتفاع اسعارها بشكل كبير، وخارج إطار إمكانيات الغالبية الساحقة من المواطنين، وقد إنعكس هذا القلق بوضوح في العديد من المقالات والدراسات في الاعلام الأوروبي في الفترة الأخيرة.
الشتاء الزاحف سيحمل فألا سيئا للرئيس الاوكراني الذي جرى توظيفه ليكون رأس حربة في المخطط الأمريكي لاستنزاف روسيا واضعافها، وعلى أوروبا أيضا التي سقطت في هذه المصيدة مفتوحة العينين، وخاصة الشق المتعلق منها بالعقوبات الاقتصادية ضد روسيا، وهي عقوبات ثبت فشلها، واثمانها الباهظة على أصاحبها.
الولايات المتحدة خسرت معظم حلفائها في “الشرق الأوسط” (باستثناء إسرائيل) وقد تخسر في نهاية المطاف الحلفاء التاريخيين في اوروبا التي بدأت تتململ، وتتحسس رأسها، وتبحث عن مخارج من التبعية الامريكية دون جدوى.. والله اعلم.
“راي اليوم”
Views: 7