منذ تأسيسه في الأول من آب عام 1946 شكّل الجيش العربي السوري علامة فارقة في حياة سورية والسوريين، فكان عنواناً للوطنية ورمزاً للتضحية والفداء، ولد في أتون المعارك المتواصلة من أجل حماية الوطن والذود عن حياضه وخاض المواجهات تلو المواجهات في سبيل قضايا الأمة ولم يبخل يوماً بالتضحيات الجسام وكان ديدنه أن تنتصر الأمة وينتصر الشعب وأن يبقى الوطن عزيزاً منيعاً مرفوع الرأس وعالي الجبين .
كان دوماً قريباً من الشعب ومتلاحماً معه ومع قضاياه في كل الأوقات وتأصلت الروح القومية في جنباته فكانت المعارك التي خاضها من أجل القضايا العربية وقضية فلسطين بشكل خاص على المستوى نفسه وبالتوازي مع الدفاع عن تراب الوطن السوري، ولم يكن هناك في المنطقة جيش يمتلك مثل هذه العقيدة وهذا التوجه اللذين امتزج بهما القومي بالوطني وتقديم التضحيات في سبيلها على القدر نفسه بل إن قضية فلسطين عاشت معه، ولا تزال، يدافع عنها ويراها أولوية من أولوياته وقد انفرد في هذا الأمر عن بقية الجيوش العربية ولذلك ليس مبالغة القول إن ما من عائلة في سورية إلّا وقدمت شهيداً من أجل قضية العرب المركزية ، أي قضية فلسطين التي تخلت عنها معظم الأنظمة العربية بل واستقالت من أعبائها كلياً وصار بعضها لا يعدّ القضية الفلسطينية قضيته، وصارت ، هذه الأنظمة ، أقرب إلى العدو الصهيوني منه إلى العرب .
في الماضي كما في الحاضر كان الجيش العربي السوري طليعة الشعب في الدفاع عن تراب الوطن وكرامته ووقف ببسالة في وجه الحرب الإرها*بية التي أشعلوها ضد سورية ولم يتوانَ لحظة واحدة عن مواجهة عتاة الإر*ها*بيين طوال مايزيد عن عشر سنوات وسطّر أبطال الجيش العربي السوري أروع البطولات وأعظمها وقدّم أقصى التضحيات وأشدها في مواجهة المشروع الإر*ها*بي ورعاته الذي دعمته أكثر من مئة دولة بالمال والسلاح والرجال أيضاً حتى دحره جيشنا في إعجاز بطولي أسطوري قلَّ مثيله في التاريخ ، فيما عجزت جيوش جرارة عربية وغير عربية عن هزيمته في المنطقة وكسرت قواتنا المسلحة مخططات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية لتركيع الشعب السوري وكانت معركة الجيش العربي السوري على الإر*ها*ب معركة ليس دفاعاً عن سورية فحسب وإنما عن العالم أجمع وبات معروفاً أنه بعد انتصار سورية على الإر*ها*ب تراجعت أعمال الجماعات الإر*ها*بية عن دول العالم أجمع .
يحق لنا نحن السوريين أن نفتخر بجيشنا وأبطاله وبطولاته وأن نعتز بهذا الجيش المقدام بعد سبعة وسبعين عاماً من التأسيس وبعد سجل حافل من الانتصارات والإنجازات الوطنية والقومية الكبرى .. فقد أضحى أملنا في النصر. . وباتت مقولة جيشنا عزنا معقد رجائنا على الدوام .
Views: 13