لماذا لا نأسف على دعم أوكرانيا ورئيسها وسفيرها لعُدوان دولة الاحتِلال على قِطاع غزّة؟ وكيف نرد على بايدن “زعيم” حُقوق الإنسان على اعتِباره دفاعًا عن النّفس؟
نَحمدُ الله كثيرًا على أمْرين أساسيين، الأوّل إعلان أوكرانيا على لسان سفيرها في تل أبيب تأييدها المُطلَق للعُدوان الإسرائيلي على قِطاع غزّة، ودعم الإدارة الأمريكيّة لهذا العُدوان باعتِباره “دفاعًا عن النّفس” فهذان الموقفان، وما تطابق معهما من مواقفِ دُوَلٍ غربيّة أُخرى بينها بريطانيا جاءَا فضحًا لهذه الدّول، ونفاقهما، ووجّها صفعةً قويّةً لبعض العرب والمُسلمين الذين يقفون في الخندق الأوكراني نكايةً بروسيا، ويرفضون الاعتِراف بأن الاتّحاد السوفييتي قد انهار وأنّ روسيا لم تعد شيوعيّةً مُعاديةً للعقيدة الإسلاميّة، بينما أمريكا تُمثّل الإيمان وحُقوق الإنسان ونُصرة القضايا العادلة في أفضلِ صُورها.
سفير أوكرانيا في فِلسطين المُحتلّة يفغيني كورنيشوك يسير على خُطى رئيسه فولوديمير زيلينسكي، ويُبدي تعاطفه “الكبير” مع الإسرائيليين الذين تتعرّض بلادهم لهُجومٍ وحشيّ طَويلِ الأمَد من قِبَل أقربِ جارٍ لها، أيّ الإرهابيين الفِلسطينيين” على حدّ قوله.
رئيس أوكرانيا زيلينسكي وسفيره ومُعلّمهما الأكبر جو بايدن رئيس الولايات المتحدة، يتّخذون مِثل هذه المواقف رُغم معرفتهم الأكيدة بأنّ من بدأ هذا العُدوان على قِطاع غزّة، وقتل أكثر من 44 مدنيًّا أعزَلًا، من بينهم عشرة أطفال هم “الحضاريّون” الإسرائيليّون وجيشهم الذي يُعتَبر من أكثر جُيوش العالم انضباطًا واحترامًا لحُقوق الإنسان.
عندما تعتبر الولايات المتحدة، وتابِعتها حُكومة أوكرانيا المُتواطئة في مُؤامراتها وحربها ضدّ روسيا، أن قتْل الأطفال والمدنيين العُزّل بصواريخ طائرات أمريكيّة الصُّنع، هو نوعٌ من الدّفاع عن النّفس، فإنّ هذه المواقف ذات الطّابع النّفاقي والازدِواجي، هي التي تجعل مُعظم شُعوب العالم ينفرون منها ويقفون في الخندق المُعادي لها.
نقول ذلك رُغم تعاطفنا الكامِل مع الشعب الأوكراني بسبب المصائب التي حلّت به تجويعًا وتهجيرًا بسبب المُؤامرة الأمريكيّة التي استَخدمته وبلاده طُعمًا لتصفية حِساباتها مع القُوّة الروسيّة الصّاعدة، ولخدمة مصالح الهيمنة الأمريكيّة.
نُبارك لدولة الاحتِلال الإسرائيلي هذا الدّعم من سفيرِ دولةٍ أوروبيّة تحتضن النّازيين، وتُقدّم كُلّ أنواع العزاء لبعض العرب والمُسلمين الذين وقفوا، وربّما ما زالوا يقفون في خندق أمريكا وذيْلها الأوكراني انطِلاقًا من قِصَر النّظر السّياسي والأخلاقي.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”
Views: 6