تعرّضت بلادنا لكارثة طبيعية أليمة ونادرة الحدوث، حيث ضربت عاصفة زلزالية عدداً من المحافظات السورية، فدمرت مئات المباني والمنازل وأزهقت أرواح الآلاف وأصابت مئات الآلاف بالضرر والأذى، وشلّت الحياة في المناطق المتضررة، وشملت الكارثة تركيا مثلما شملت سورية وكان مركز الزلزال في منطقة عينتاب على مقربة من الحدود السورية مع تركيا وتتالت الهزات الارتدادية لتزيد من مخاوف الناس وهلعهم في حادثة لم تحدث على هذا الشكل منذ سنوات طويلة.
لقد هبّ الأشقاء والأصدقاء لمساعدة سورية التي لم تبخل يوماً على شقيق أو صديق بعيد أو قريب بمد يد العون والمؤازرة بمثل هذه الحالات وكانت سباقة دائماً إلى المبادرة السريعة للغوث وهي تمتلك رصيداً كبيراً في هذا المجال ولذلك لن تكون وحدها في هذه المحنة الأليمة وإن كان حماس الدول التي جارت الولايات المتحدة الأمريكية في العقوبات ضعيفاً وحتى معدوماً مع إن الأحقاد في مثل هذه الأوقات يجب أن تكون جانباً.
وكان التفاف المواطنين السوريين حول بعضهم في هذه الظروف لافتاً وكما يقول المثل: “المصيبة تجمع” ولقد مرت أحداث كثيرة على السوريين أثبتوا خلالها تضامنهم العميق مع بعضهم وهذا من شيم الشعوب الجديرة بالحياة والقادرة على امتصاص الصدمات مهما كانت قاسية وأليمة.
صحيح أن سورية منهكة بالأزمات، وهي التي بالكاد خرجت من الحرب الإرهابية وأدخلوها في أتون حرب اقتصادية ومعيشية، لكن الصحيح أيضاً أن شعبها جبار ولا حدود لتحمله وصبره وهو سيواجه معركة الحياة بقوة وعزيمة من دون تردد أو وجل وسوف يتقاسم السوري مع أخيه السوري لقمة العيش حتى يتجاوز هذه الكارثة على الرغم من فداحتها وآثارها المدمرة.
وفي معرض حادثة الزلزال لابدّ من الإشارة إلى استغلال العدو الإسرائيلي للحادثة وإنّ نتنياهو سيلبي طلب بعض العملاء المتعاملين مع العدو الصهيوني من المعارضة لإرسال مساعدات إلى سورية فتم وأد هذه المحاولة الخسيسة في أرضها وهذا استغلال رخيص لكارثة الزلزال تنم عن عقلية العدو الغاصب.
تمضي سورية والسوريون في مواجهة الكارثة المؤلمة ويقومون في تضميد جراح بعضهم بعضاً، وفتحوا منازلهم للمتضررين، فمهما كان المصاب كبيراً فإنّ حمله على الجماعة سيكون أخف وأهون.
Views: 21