زيارة بايدن إلى كييف عنوانها الوحيد تحريض حكومة زيلينسكي على الاستمرار في الحرب وعدم التوقف بأي شكل من الأشكال أو الإصغاء إلى دعوات التفاوض بين روسيا وأوكرانيا رغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها الطرف الأوكراني على جميع خطوط القتال، ورغم انسداد الأفق لإحراز انتصار على الجيش الروسي الآن أو في المستقبل، تقوم إدارة بايدن بتحريض حكومة كييف لمواصلة الحرب.
منذ البداية أججّت واشنطن الصراع في شرق أوكرانيا وعطّلت أي فرصة للتفاوض بين الطرفين، وعندما اجتمع الوفدان الأوكراني والروسي في تركيا سارعت الإدارة الأمريكية للضغط على الحكومة الأوكرانية للانقلاب على نتائج المفاوضات وقدمت الأموال والأسلحة لكي تستمر الحرب ومنعت العودة إلى طاولة المفاوضات، وأغرقت أوكرانيا بالأسلحة والمعدات، وأوعزت إلى الحكومات الأوروبية بضخ المزيد من الأموال والأسلحة إلى حكومة كييف حتى لا تتوقف طاحونة الحرب الدامية.
وتأتي زيارة بايدن إلى كييف لتشجيع الحكومة الأوكرانية على استمرار المعارك، وقدم 500 مليون دولار لتغذية الحرب ومنع أي حكومة أوروبية من مساندة فكرة التفاوض، وهذا يكشف نيات الإدارة الأمريكية بإطالة أمد الحرب لاستنزاف روسيا، وهي بذلك لا تخسر جندياً واحداً وحتى معظم المساعدات المالية تأتي من الدول الأوروبية، أي إن واشنطن تحارب بغيرها من دون أي خسائر، أما الأرباح من هذه الحرب فهي كثيرة وتتمثل في إضعاف روسيا العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن الأرباح الهائلة من مبيعات الأسلحة التي تشتريها الدول الأوروبية وترسلها إلى أوكرانيا، وفعلاً هي تطبّق مقولة الحرب حتى آخر جندي أوكراني وحتى آخر دولار في ميزانية الحكومات الأوروبية، ولذلك لا تريد لهذه الحرب أن تتوقف، فهي مشروع رابح جداً لواشنطن.
كما تمنع إدارة بايدن أي دولة تشجع على المفاوضات لإنهاء الحرب، وتستخدم العقوبات سلاحاً ضد أي دولة لا تناصر حكومة كييف، حتى الصين شددت عليها العقوبات لمجرد دعوتها إلى المفاوضات، وقد وجدت في الأزمة الأوكرانية ضالتها لاستنزاف روسيا عسكرياً واقتصادياً، وجرّ الصين وإيران إلى أتون هذا الصرع من خلال ادعاءات مفبركة بأن الصين تمدّ روسيا بالأسلحة، وكذلك إيران التي تتهمها بإرسال المسيّرات إلى روسيا للاشتراك في المعارك الدائرة.
Views: 16