زيارة الرئيس بشار الأسد للإمارات تضع قواعد الانفتاح العربي على سورية.. المسار السوري- السعودي على نارٍ حامية وزيارة سعودية لدمشق باتت مُؤكّدة.. فهل يحضر الأسد القمّة العربية المُقبلة في الرياض؟
بيروت ـ “رأي اليوم” ـ من نور علي:
زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لدولة الإمارات العربية، تبدو في سياقها طبيعية لجهة الجهد الاماراتي المتميز على صعيد مساعدة سورية بعد كارثة الزلزال، ومن المؤكد ان الأسد الذي اصطحب عقيلته السيدة أسماء في هذه الزيارة أراد أولا تقديم الشكر والامتنان نيابة عن الشعب السوري لدولة الامارات على ما قدمته من دعم وعلى الجسر الجوي الذي تواصل حتى اليوم حاملا مواد الإغاثة الضرورية لمنكوبي الزلزال، إضافة الى تقديم أبو ظبي 100 مليون دولار للحكومة السورية لمواجهة تداعيات الزلزال.
وبذات الوقت تتحدث أوساط سورية عما هو ابعد من زيارة شكر وامتنان واجبة من الأسد لقادة وشعب الامارات، ثمة مسار سياسي جدي انطلق بين سورية والدول العربية تعلب أبو ظبي الدور الرئيسي فيه. وثمة جدية لدى الأسد في بحث الأفكار العربية التي وصلت الى دمشق عبر أبو ظبي وعبر الأردن أولا، ثم عبر الزيارة التي قام بها زير الخارجية المصرية سامح شكري الى دمشق الشهر الماضي، وأخيرا عبر الاجتماعات التي عقدت مؤخرا على مستوى سياسي رفيع بين مسؤولين سوريين ونظرائهم من المملكة العربية السعودية.
وحول هذا الامر تؤكد أوساط سورية بأن بالتوازي مع زيارة الأسد الى ابوظبي كان اجتماعا هاما يعقد بين دمشق والرياض حقق اختراقا مهما سوف يترجم خلال الأيام القليلة المقبلة على شكل زيارة سيقوم بها وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان الى دمشق، وفتح القسم القنصلي للسفارة السعودية في دمشق.
الإيجابية السورية في التعاطي مع بعض الأفكار والمقترحات العربية مثلت حسب المصادر السورية قاعدة تحرك عربية اكثر فعالية وسرعة. كما ان الاتفاق الذي حدث بين السعودية وايران برعاية صينية مثل دفعة لمسار التقارب العربي مع سورية. إضافة الى كل ما سبق فان الجهود التي تبذلها الرياض على الصعيد العربي في ملفات متعددة، من اجل التمهيد لعقد القمة العربية في شهر أيار مايو المقبل أي بعد عيد الفطر، دفعت الرياض الى وضع الملفات على نار حامية مع وجود نية حقيقة لدعوة سورية الى القمة لأول مرة منذ العام 2011 بعد تجميد عضوية سورية في الجامعة على خلفية الحرب داخل سورية، تتحدث مصادر لرأي اليوم أن مسألة دعوة سورية قد تم بحثها تفصيلا حتى ما يتعلق منها بمستوى التمثيل السوري في القمة ان كان بحضور الأسد شخصيا او على مستوى دبلوماسي اقل.
فهل سيحضر الأسد القمة العربية؟ عند توزيع الدعوات على الدول العربية بعد أيام سوف يتضح المشهد، ويبقى هنا التساؤل المعلق عن موقف الدول التي تعارض عودة سورية الى الجامعة مثل قطر والمغرب.
كما أن الرياض فعّلت جُهود انتخاب رئيس لجمهورية لبنان من خلال استعجال عقد اجتماع باريس مع الفرنسيين المخصص لبحث إيجاد حلا مقبول لمشكلة الفراغ الرئاسي في لبنان. وبالتالي الوصول الى انتخاب رئيس يمثل لبنان في القمة العربية المقبلة في الرياض.
من الواضح أن ثمّة مقاربات جديدة ومفاجآت كثيرة في القادم من الأيام، ومن المؤكد ان ما يجري في الغرف المُغلقة أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه.
Views: 3