يسار العلي – البلاد
تربعت العتابا على عرش الذكريات الانسانية و طفت كابيات عتبٍ ممزوج بالحب تارة وباللوم والشوق تارة اخرى …
ولكن الأقرب إلى الحقيقة أنها مشتقة من العتب، إذ إن المواضيع التي يتناولها هذا الفن غالباً ما يكون محورها العتاب.
من المعتقد أن أول من نظم العتابا القبائل العربية التي سكنت أرض العراق، ومنها انتقلت إلى بلاد الشام، أو أنها نشأت أواخر العهد العباسي، بعدما فسد اللسان العربي وكثر اللحن، وقد غناها البدو الرحل مصحوبة بصوت الربابة الحزين الذي يثير الأشجان.
وفي مجمل الوقت جسدت العتابا حياة الحصاد و لياليه الآسرة المتمردة على ظلم الاقطاع و الباشاوات في فترات زمنية غابرة …
هنا أتت مها الحموي لتجسد بصوتها الانثوي الموغل في الجمال شارة مسلسل الزند ابيات عتابا من البيئة ذاتها
ورسمتها بادواتها الابداعية و خبرتها الاكاديمية
فمزجت لون البيئة باحساسها الخاص المسكون بحنايا المكان ومفرداته…
فلم تلثم معاني الأرض ورفاق الدرب و الهجران و الشوق البتة وجعلتها جلية كغصن المحبة و الاشتياق لعدم ورود اي خبر عن الحبيب منذ زمن…
هذه الابيات العميقة والممتدة بثبات في جذور المكان وتاريخها الحي استطاعت الحموي احياءها بذكاء مع توزيع موسيقي عصري للصديق آري جان لترتبط في محيا التراث و عبقه الذي لا يغيب و نسج كلامها فنان العتابا العتيق برهوم رزق الذي سكن البيئة و تشرب الفن من ضفافها التي تتوق الى العناق أبداً….
فمهما اشتد ظلم الاقطاعيين و ذيولهم تبقى بذرة المحبة ترنو كايقونة تحتذى و مثال فذ عن سمو واخلاق البيئات الريفية الرفيعة رغماً
مها الحموي اسم ارتاد بنيان عمل فني ضخم فنجحت ببضع دقائق بتكوين صورة حية عن العمل بكل ابعاده وهي الاكاديمية وطالبة الدكتوراه في الموسيقا من جامعات موسكو
التي تعتبر الاولى في جامعات العالم في الاختصاصات الفنية …
لمها كل الود و نحن على يقين بأنك ستقفين على مسارح عالمية بدأبكِ الذي لا يتوقف ابداً
Views: 131