أسعد ابو فرح
بقدر ما يكره الناس الحروب وويلاتها وما تجره من مصائب ومصاعب ولما تتركه من كوارث على الطبيعة والانسان على حد سواء و مجرد ان نسمع كلمة حرب في أي منطقه تنقبض قلوبنا وينتابنا الاحساس بالمرارة والاسى و نبدأ نتخيل ماذا سيحدث بأصحاب هذه الارض التي تدور رحى الحرب عليها أناس كثيرين يكرهون الحروب والقتل والضرب ولكن يساهمون فيها مجبرين مكرهين لأسباب عدة وخاصه اذا كان عدوك من داخل بيتك فستكون المهمة أصعب . منهم من يتذمر فيقول لك لا أريد الذهاب للقتال كي لا أقتل او أُقتل وعلى كلا الحالتين أمر فظيع ماذا سيحدث ان ذهبت . ناهيك عن عمليات الهجرة والنزوح التي سوف تتسبب بها الحروب وما ستلحقه من خراب ودمار في المنازل والممتلكات وغيرها . هذا بالنسبة للأمور المادية . اما الامر الاكثر والاشد خطورة تتمثل في هدم المجتمع واشاعة الفوضى والانحلال الخلقي حيث تكثر السرقات والقتل والنهب ويصبح كل شيء مباح في ظل هكذا أوضاع . كما يمكن ان يتفشى العوز الى المادة من اجل العيش الكريم مما قد يضطر البعض الى ممارسه أفعال شنيعة تعود عليهم وعلى المجتمع برمته بالخطيئة والرزيلة .
ان النقطة الهامه التي اود الإشارة اليها في هذا المقال ان عمليه الهجرة والنزوح بكل ما تحمله بين طياتها من ماسي و ويلات قد عرفتنا على عادات وتقاليد مجتمعات كنا نسمع بها ولا نعرف عنها الا القليل ومن خلال احتكاكنا معهم قد تشكل فيما بيننا علاقات وصداقات اضاءة لنا جانبا من نمط حياتهم .
و أود ان أتحدث عن شخص أصبح فيما بعد أخاً و صديقاً هو وجميع أفراد عائلته فقد نمت بيني وبينه علاقة أخلاقية و وجدانيه كادت ان تنسينا كل ما نمر به من ضيق وضغط . ولحسن الحظ أن زوجته قد حملت وأنجبت طفلاً في المكان الذي هجرت إليه مع أسرتها . فكنت عندما أسأله اذا كان يوما سوف ينسى الصحبة و المودة فكان يجيبني أنا اذا نسيت فهذا الطفل الذي خلق هنا لا يمكن ان ينسيني اياكم كونه سجل في دائرة النفوس التابعة للمنطقة نفسها وبالرغم من مرور سنوات على عودتهم الى بلدهم في الشمال السوري المحرر الا انهم ما زالوا على نفس القدر من التعلق والحنين الى أهلهم و أخوتهم و أصدقائهم الذين احتضنوهم بكل محبة . ولا زال عندما يكلمني واتكلم معه لا يناديني الا أخي العزيز .
ملاحظة بكل صدق و أمانة فقد وردتني مكالمة منه و أنا أكتب هذا المقال
Views: 17