من دون مقدمات عقد في «كامب ديفيد» اجتماع قمة ضم رؤساء أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية، وتم الترويج لقيام حلف «ناتو» جديد خاص بالشرق الأقصى نواته الدول الثلاث لمواجهة الخطر الذي تمثله الصين وكوريا الديمقراطية، وخاصة بعد المناورات العسكرية التي أطلقتها بيونغ يانغ لمناسبة ذكرى استقلال بلادها وحضرها الجنرال سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي ووفد عسكري رفيع المستوى من جمهورية الصين الشعبية.
طبعاً هذا التحالف الذي تقوده واشنطن والذي يُضاف إلى التحالف السابق «أوكوس» الذي ضم كلاً من أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية يهدفان إلى تطويق الصين ومنع تمددها في بحر الصين الجنوبي ولجم اندفاعها لاحتواء تايوان وضمها إليها، والهمُّ الأكبر الذي يشغل بال إدارة بايدن هو إضعاف الصين ومنعها من أن تكون منافسة لها بعد أن بات مؤكداً قدرة الصين على منافسة واشنطن في مختلف المجالات ولاسيما المجال الصناعي والإنتاجي.
تسعى واشنطن من خلال سياسة الأحلاف والتحالفات أن تشكل جبهة عالمية في وجه التعاون الصيني – الروسي- الإيراني وكذلك للوقوف في وجه دول «بريكس» التي احتلت مساحة واسعة من العالم وأضحت قوة لا يُستهان بها وهي في تزايد مطرد، ما يشير إلى سقوط نظرية القطب الواحد وبروز عالم متعدد الأقطاب وتراجع الولايات عن قيادة العالم باعتبارها القوة الأعظم.
لا يعوض الولايات المتحدة تزعمها لعدة أحلاف كحلف «ناتو» وهيمنتها على عدد من الاتحادات كالاتحاد الأوروبي.. نقول لا يعوضها ذلك عن قيادة العالم، حيث باتت هذه القيادة بعيدة عن اليد الأمريكية التي لم تعد تسيطر على القرار الدولي بعد أن ظهرت قوة روسيا والصين على المسرح العالمي كمنافسين قويين، ومما لا شك فيه أن الاستقطاب الدولي الذي يتجه نحو القوى الصاعدة مثل «بريكس» ومنظمة «شنغهاي» يزيد من إضعاف الولايات المتحدة وتحالفاتها على الصعد كلها.
وهكذا تريد واشنطن أن تطوق الصين وكوريا الديمقراطية بمجموعة من الأحلاف العسكرية المعادية، والأخطر تحويل منطقة الشرق الأقصى إلى منطقة تتكدس فيها الأسلحة النووية بعد أن قامت الولايات المتحدة بتزويد كوريا الجنوبية واليابان بأسلحة نووية وأضحت مياه المحيط الهادي واليابان تعج بالسفن الحربية والغواصات الحاملة للسلاح النووي.
Views: 26