هل كانت رسائل السيسي اليوم بمثابة تكشير لمصر عن أنيابها وسط أجواء ملتهبة في البر والبحر والجو؟كيف كانت الردود عليها؟ البرادعي يتساءل: متى يفعّل العرب اتفاقية الدفاع المشترك إذا لم يفعلوها الآن؟
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
كيف قرأ المحللون تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم بعد لقائه رئيس جمهورية الصومال، لاسيما وهي التصريحات التي انطوت على تهديد ووعيد لأديس أبابا؟
تصريحات السيسي تجيء وسط أجواء ملتهبة في البر والبحر والجو.
السيسي قالها بملء فيه: “الصومال دولة عربية لها حقوق في الدفاع المشترك عند أي تهديد لها.. لا يجرب أحد مصر أو يحاول أن يهدد أشقاءها خصوصًا لو طلبوا الوجود معها”.
الإعلامي مصطفى بكري يرى أن موقف الرئيس السيسي وإعلانه عن التضامن مع الصومال في مواجهة المؤامرة الأثيوبية علي أراضيه هو موقف يعكس الحرص علي بلد شقيق ووحدة أراضيه .
وأضاف أن موقف السيسي هو أيضا موقف يحمي أمن البحر الأحمر والأمن القومي علي السواء، مشيرا إلى أن أثيوبيا لاتتوقف عن الاستفزاز ومحاولة الاعتداء علي حقوق الآخرين وتهديد الأمن القومي العربي.
الصومال
من جهته قال السفير فرغلي طه إن الصومال دولة لنا معها علاقات هامة وتاريخية منذ أيام حتشبسوت حين زارت و جيشها منطقة بونت لاند الصومالية، ثم امتدت العلاقات وكانت فى أوجها أيام عبد الناصر والسادات قليلا، ثم أهملناها وتركناها لقمة سائغة لإثيوبيا وأطماعها فيها، حيث تستولى إثيوبيا على منطقة “الأوجادين” منذ الستينيات.
وأضاف أن الصومال دولة ذات موقع استراتيجى هام على خليج عدن والمحيط الهندى ومدخل باب المندب فضلا عن جوارها المباشر لإثيوبيا التى يأتينا منها النيل الأزرق مصدر 85 بالمائة من نهر النيل.
وقال طه إنه بعد الانقلاب ضد رئيسها الأسبق محمد سياد برى فى السبعينيات، دخلت الصومال فى حروب أهلية كثيرة صراعا على السلطة ثم دخلتها الحركات المتطرفة ومنها جماعة شباب الصومال وحتى اليوم، مشيرا إلى أن ذلك كله كان فرصة لتدخل الأمريكان وإسرائيل وإثيوبيا أكثر فى الشأن الصومالى لصالح إثيوبيا بالطبع.
وقال إن السادات ومبارك ( بدرجة أكبر) أهملا أفريقيا ولم يكن يعنيهما إلا مياه النيل والتعامل مع إثيوبيا عند الحاجة، مشيرا إلى أنه منذ أواخر عام 2007 وحتى 2011 كان سفيرا فى جيبوتي المجاورة لها مباشرة والتى كانت تأوى كثيرا من الشخصيات والمسئولين والوزراء الصوماليين بسبب الحرب وكانت تستضيف معظم مؤتمرات الأمم المتحدة والقوى الدولية لأجل السلام وتوصيل المساعدات الإنسانية للصومال وفى محاولات كثيرة لتحقيق التوافق بين الأطراف الصومالية المتناحرة.
وتابع قائلا: “كانت مصر تحرص فى تلك الفترة أساسا على المساهمة فى تشكيل حكومة وحدة وطنية صومالية تكون غير مناوئة للمصالح المصرية فى تلك المنطقة الهامة ..القرن الأفريقى والجوار الاثيوبى ، وبالتالى كان التركيز منصبا على التنسيق السياسى والأمنى واستضافة كثير من الشخصيات الصومالية فى مصر “.
وأوضح أنه بعد ذهاب الحاكم الديكتاتورى سياد برى وتصارع الصوماليين،انفصل أيضا إقليم فى أقصى شمال شرق دولة الصومال ، وأطلق على نفسه ” دولة أرض الصومال ، أو صومالى لاند “.. ولم يعترف بها العالم كله حتى الآن.
واختتم مؤكدا أن العلاقات المصيرية مع بعض الدول الهامة مثل الصومال وقبلها إثيوبيا ، يجب ألا تكون عبارة عن ردود أفعال بناء على تحركات الآخرين.
في ذات السياق اعتبر الكاتب السياسي والباحث في شؤون الأمن القومي جمال طه أن تصريحات الرئيس السيسي اليوم ما هي إلا تأكيد على أن مصر تكشر عن أنيابها أخيرا.
وماذا عن باقي الدول؟
استنفار
تصريحات الرئيس السيسي دعت البعض إلى الاستنفار ، وأخذ الحيطة والحذر والعمل بكل قوة على إطفاء الحرائق في الدول الواقعة على حدود مصر: فلسطين، السودان، ليبيا.
الدفاع العربي المشترك
د. محمد البرادعي كتب بحسابه على الفيسبوك قائلا: “اتفاقية الدفاع العربي المشترك نستدعيها في أحسن الأحوال بطريقة انتقائية. أهدرنا مفهوم الأمن القومي العربي، فأصبحت الاتفاقية حبرا على ورق”.
السؤال الذي فرض نفسه: إذا لم يفعّل العرب اتفاقية الدفاع المشترك بعد أكثر من 100 يوم على الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى، فمتى يفعّلونها؟
Views: 119