سلسلة غارات أمريكية بريطانية تستهدف 5 محافظات يمنية وتهزّ العاصمة صنعاء بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة تدمير ستة صواريخ مضادة للسفن.. و”انصار الله” تعتبر ان الأعمال الأميركية العدوانية في سورية والعراق تجر المنطقة نحو صراع أوسع
صنعاء ـ واشنطن ـ (أ ف ب) – الاناضول: هزّت العاصمة اليمنية صنعاء سلسلة ضربات جديدة ليل السبت الأحد، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة تدمير ستة صواريخ مضادة للسفن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا قصف عشرات الأهداف في اليمن السبت ردا على هجمات اليمنيين المتكررة على سفن في البحر الأحمر أدت إلى تعثر التجارة العالمية.
وأصابت الضربات “36 هدفا للحوثيين في 13 موقعا في اليمن ردا على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري”، وفق ما جاء في بيان للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى قدمت الدعم للضربات.
وأعلنت جماعة “انصار الله” اليمنية، مساء السبت، تعرض العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، لقصف أمريكي بريطاني.
وقالت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، عبر منصة إكس: “عدوان أمريكي بريطاني يستهدف محافظات صنعاء وذمار (شمال)، وحجة (غرب)، والبيضاء (وسط)”.
فيما نقل موقع “أنصار الله” التابع للحوثيين عن مصدر أمني بالجماعة لم يسمّه، قوله إن “الغارات على صنعاء تركزت على منطقتي النهدين وعطّان (جنوب العاصمة)”.
وأضاف المصدر، أن “الطيران الأمريكي البريطاني استهدف أيضا بـ11 غارة منطقتي حيفان والبرح، بمحافظة تعز (جنوب غرب)”.
ولم يوضح المصدر نتائج هذه الغارات، فيما لم يصدر تعقيب من الجانب الأمريكي أو البريطاني، بهذا الشأن حتى الساعة 21:30 (ت.غ) .
وفي وقت سابق السبت، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، أن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا هجمات على محافظتي الحديدة (غرب) وصعدة (شمال) “بعدة غارات جوية”.
والأربعاء، قال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة، إن “الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن فاشلة ولا تأثير لها، ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية”، متعهدا “بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن حتى وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة”.
الى ذلك قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن الولايات المتحدة شنت سلسلة من الضربات على أهداف مرتبطة بإيران في اليمن اليوم السبت في ثاني يوم من عملياتها الانتقامية على ما يبدو ردا على مقتل جنود أمريكيين في هجوم الأسبوع الماضي. ولم يقدم المسؤولان تفاصيل.
وأعلن الجيش الأميركي أنه نفذ ضربات السبت دمرت ستة صواريخ مضادة للسفن تابعة لليمنيين المدعومين من إيران.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن الصواريخ “كانت معدة لإطلاقها ضد سفن في البحر الأحمر. حددت القوات الأميركية الصواريخ (من طراز) كروز في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وارتأت أنها تمثل تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية”.
في وقت سابق السبت، أعلنت سنتكوم أن قواتها أسقطت ثماني طائرات مسيّرة قرب اليمن في اليوم السابق ودمرت أربع مسيّرات أخرى قبل إطلاقها.
وأكدت أن المسيّرات الأربع قُصفت في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، لكنها لم تحدد الجهة التي أطلقت المسيّرات التي أسقطت في الجو.
بدأ الحوثيون قصف سفن في البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر، قائلين إنهم يستهدفون تلك المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين في غزة التي دمرتها الحرب بين إسرائيل وحماس.
وردت القوات الأميركية والبريطانية بشن ضربات ضد الحوثيين، الذين أعلنوا مذاك أن مصالح البلدين صارت أهدافا مشروعة.
بالإضافة إلى الضربات ضد الحوثيين، أنشأت الولايات المتحدة قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات تهدف إلى حماية السفن التجارية في البحر الأحمر الذي يمر عبره ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية.
ومن جهتها أعلنت جماعة “انصار الله” اليمنية، مساء السبت، أن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا هجوما على صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد.
وذكرت قناة “المسيرة” الفضائية، التابعة ل،”انصار الله”، في خبر عاجل مقتضب، أن “العدوان الأمريكي البريطاني استهدف مديريتي اللحية والدريهمي بالحديدة”، دون تفاصيل أكثر.
ولم يحدد المصدر مواقع ونتائج هذا الاستهداف، بينما لم يصدر تعقيب من الجانب الأمريكي أو البريطاني، بهذا الشأن حتى الساعة 17:55 (ت.غ).
والحديدة إحدى أبرز المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، وتقع على ساحل البحر الأحمر، وفق مراسل الأناضول.
ودانت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء في اليمن بأشدّ العبارات، اليوم السبت، العدوان الأميركي على العراق وسوريا، والعدوان الأميركي – البريطاني المستمر على اليمن.
وأكدت الوزارة في البيان أنّ “هذا العدوان انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وكافة الأعراف والمواثيق الدولية”.
وأشارت إلى أنّ “هذا العدوان يؤكد زيف الإدعاء الأميركي بالحرص على عدم التصعيد وتوسيع دائرة الحرب في المنطقة”، ويثبت بكل وضوح بأنّ”الولايات المتحدة هي المهدد الحقيقي للأمن والسلم الدوليين”.
وحذرت الولايات المتحدة من الاستمرار في عدوانها على دول المنطقة، الأمر الذي قد يفضي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأعربت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء عن “تضامن اليمن حكومة وشعباً مع حكومتي وشعبي العراق وسوريا”، مؤكدة حرص اليمن على الأمن والاستقرار في هذين البلدين الشقيقين.
بدوره، دان المكتب السياسي لحركة أنصار الله العدوان الأميركي على العراق وسوريا، واعتبره “عدواناً همجياً وسافراً وانتهاكاً للسيادة العراقية والسورية، وخرقاً للقوانين الدولية”.
ورأى المكتب السياسي أنّ “العدوان على العراق وسوريا يأتي في سياق الدعم الأميركي للعدو الإسرائيلي لمواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في غزة”.
وشدد على أنّ “الأعمال الأميركية العدوانية سوف تجر المنطقة نحو صراع أوسع”، و”هذا يهدد الأمن والسلم الدوليين”، مشيراً إلى أنه “كان بوسع واشنطن إلزام الإسرائيلي بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، ورفع حصاره عن غزة بدلاً من التورط في استهداف دول وشعوب المنطقة”.
وأكّد بيان أنصار الله أنّ “لشعوبنا الحق في الدفاع عن نفسها وحماية أمنها وسيادتها من الاعتداءات الأميركية الإجرامية المتكررة”.
كما أكّد البيان رفضه “السردية الأميركية التي تدعي زوراً وكذباً أنّ عدوانها على دول وشعوب المنطقة إنما هو ردة فعل بينما هو عدوان سافر”.
ويتنامى الغضب في أنحاء الشرق الأوسط على خلفية الحملة الإسرائيلية المدمرة في غزة، وفي هذا السياق تنفذ فصائل مدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن هجمات على المصالح الإسرائيلية والأميركية.
وفجر اليوم السبت، شنّت الطائرات الأميركية – البريطانية 3 غارات على شرقي مدينة صعدة، شمالي اليمن.
ويأتي العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن بعد شنّ 7 غارات جوية، أمس الجمعة، على منطقة الجَر بمديرية عَبْس في محافظة حَجَّة، شمالي غربي البلاد.
كما تمّ استهداف مدينة الحُدَيْدَة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن، فجر الخميس، بعدّة غاراتٍ قامت بها طائراتٌ حربية أميركية وبريطانية على مناطق متفرقة في المدينة.
يُذكر أنّ القوات المسلحة اليمنية أعلنت، الجمعة، تنفيذ عمليةٍ عسكرية ضدّ أهداف إسرائيلية محدّدة في مدينة أم الرشراش المحتلة، جنوبي فلسطين المحتلة، باستخدام عددٍ من الصواريخ الباليستية.
ويأتي العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن دعماً لـ”إسرائيل” في عدوانها على قطاع غزة، نظراً لما شكلته صنعاء من جبهة قوية ومؤثرة في ملحمة “طوفان الأقصى” عبر استهدافها للسفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال. هذه الجبهة المساندة أوجعت الاحتلال ومعه واشنطن وحلفائها اللذين سارعوا إلى إنشاء ما يسمى “تحالف الازدهار” بحجة حماية الملاحة الدولية
Visits: 13