نسيم أنورالرحبي
فنانٌ فلسطيني جُبلَ بالهم الفلسطيني وجملةَ الذكريات التي لم تخرج من ذاكرته لأن هناكَ كثيرٌ من الممارسات التي تلقاها داخل الأرض المحتلة( غزة) وهو يحمل بيد بندقية وبيدٍ أخرى كثيرٌ من الأفكار التي تزعَّمها وحققها في داخل أسوار السجن ..
ذهبَ بعيداً عند مغادرته غزة إلى لبنان ومن ثمَّ سوريا وهو يقرأ ويستقرء الأحداث بعينِ الفنان المبدع والعقل المتجلي جملةً من الصيغ التي خرجت في هيكلها الآني والمكاني إلى جسد الإبداع، وغدت تتمثلُ بتنفيذِ العديد من الأعمال الفنية التصويرية..
اقتربَ من الحمامةِ والبندقية وغصنَ الزيتون والليمون ،وقرأ من الشعرِ الكثير ، وأخصُّ هنا الشعر المقاوم كمحمود درويش.. وجعلَ من الكلماتِ مدارات ملونة تطرحُ فكراً وعيوياً غير مختبئ في أجناس الفنون والآداب وانغمست ملوناته في تقديم رؤيةٍ جديدة للفن المقاوم الذي منهُ تخرج الملوِنَات هنا وهناك بعيداً عن قضيةِ الانسانية والإجتماعية والأخلاقية وبالتالي القومية ،فقد قام بعرض العديد والمشاركة في معارض داخل سوريا وخارجها وهو يلبَسُها قميصَ الذكريات عن فلسطين كلْ فلسطين من هموم الأرض والعدوان عليها متمسكا بثوابتِ الحراك باتجاه حب فلسطين.. التي يرى بها محمد الركوعي شمسَ النهارات التي لا تستظلُ إلا بظلِ المقاومة ويرى دائماً أن الفن الملتزم هو عنوان الصدق في التقديم للمتلقي لأنه أي الفن لِحاف المتمردين والساكنين والمتغربين وهو لا يمتُ للذاكرة التي تخرج من الأوقات السهلة .. بل بالذاكرة التي تحمل بارود النهارات المشتعلة لتحرير الأرض ..
والفنان محمد الركوعي يميلُ إلى نظام المتابعة في جعل أشكاله تمتد على مساحات اللوحة بكل ارتباط، بحيث أنه شكَّلَ تياراً جديداً يحمل الزهوَ، وهي علامة فارقة بألوانه، واللون عنده حديقة فيها الكثير من الملونات التي انساحت على الخام.. محمد الركوعي الفنان التشكيلي من مواليد قطاع غزة 1950 معرضه الأول كان في غزة عام 1970 التحق بعد نيله شهادة الدراسة الثانوية بمعهد إعداد المعلمين متخرجاً بشهادة دبلوم تربية فنية من مدارس قطاع غزة.. اعتقلته قواتُ الإحتلال الصهيوني عام 1973 بتهمةِ الإنتماء للثورة الفلسطينية بدعوى مشاركته بأعمال فدائية قتالية ضدها وحكمت عليه بالسجن المؤبد ،وبقي في الأسر والمعتقلات الصهيونية ثلاثةَ عشرَ عاماً، حُرِرَ في عملية الجليل الفلسطينية لتبادل الأسرى عام 1985 وعاش في دمشق بعدها واستقرَ فيها ولا زال يزاول الفن ومهاراته المتنوعة وانتُخبَ عضواً في الهيئة الادارية لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سوريا أكثر من مرة، وهو مدير ملتقى مصياف للفنون الجميلة ومشارك دائم في المعارض الجماعية لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين، ولا يزال الركوعي للآن موصولاً بقضيتهِ الفلسطينية على طريقته .
Views: 33