راما دياب – البلاد
بعد سنوات طويلة مرت على شعب أنهكته الحرب الظالمة والحصارات الاقتصادية والظروف المعيشية القاسية وتدني الرواتب الملموس بدأت الحكومة السورية بتطبيق آلية البطاقة الذكية لدعم المواطن السوري بالمواد الغذائية الأساسية ابتداء من الخبز والسكر والرز وصولا إلى المحروقات كالمازوت والبنزين والغاز.
لم تحقق هذه التجربة الاقتصادية الهدف المراد من تطبيقها بدلا من أن تدعم المواطن السوري شكلت عبئا جديدا عليه حيث أصبح الهم الأكبر كيفية متابعة دور الغاز والسكر والرز والمازوت….. الخ وانتظار الرسائل الإلكترونية التي ستصله لاستلام مخصصاته في ظل تردي الاتصالات وسوء التغطية.
جاءت فكرة إلغاء الدعم عن بعض الفئات ممن يمتلكون أكثر من عقار أو أكثر من سيارة كمحاولة لإنعاش الواقع الاقتصادي المنهك وتحقيق التوازن المعيشي بين جميع الفئات، ولكن حجم الانهيار الاقتصادي كان أكبر من ذلك مما اضطر الحكومة السورية للبحث عن طرق وحلول أكثر فعالية كان بمقدمتها فكرة فتح الحسابات المصرفية لكل مواطن وتحويل الدعم لدعم نقدي عبر تخصيص مبلغ لم يقدر بعد لكل عائلة حسب عدد أفرادها لتأمين موادها الأساسية، فهل ستنجح الحكومة السورية في تطبيق هذه الخطوة في المرحلة القادمة لإعادة الإعمار؟ وبرأي المواطن “عماد” لصحيفة البلاد “إن هذه الخطوة زادتنا إرباكا لصعوبة فتح الحسابات المصرفية لكافة المواطنين في ظل التزايد السكاني وقلة عدد الصرافات التي ستلبي الحاجة ولجهل بعض الفئات العمرية بطريقة فتح الحساب البنكي”.
ويؤكد “علي عمراني” خريج كلية الاقتصاد في جامعة دمشق “أن هذه الخطوة موفقة جدا على أن تكون الجهة الحكومية تستطيع التعامل مع حيثيات القرار من توفر البنية التحتية المصرفية لمواجهة الضغط على المصارف لفتح الحسابات للمواطنين بهذه المرحلة، والعمل على تأمين صرافات كافية عند تحويل الكتلة المالية لمستحقيها، إضافة للمرونة الحكومية والسرعة لمواكبة أي تضخم قد يحصل على المواد المدعومة ماليا”.
ويضيف “عمراني” أن مبالغ الدعم لم يصدر عنها إلى الآن أي تصريح رسمي وإنما إشاعات تجول في خاطر المواطنين”.
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة السورية دعت المواطنين لفتح الحسابات المصرفية خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر.
Views: 67