مروان جنيد – البلاد
في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا بوتيرة غير مسبوقة، يبرز الذكاء الاصطناعي كلاعبٍ رئيسي في جميع مجالات الحياة، ومن بينها القطاع الصحي. لكن السؤال الذي يثير الجدل ويحرّك النقاشات بين المختصين والمواطنين على حدّ سواء هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ مكان الطبيب ؟
الطبيب في مواجهة الآلة
منذ ظهور أدوات التشخيص الذكية والروبوتات الجراحية، أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على تحليل صور الأشعة بدقة، والتعرف على أنماط الأمراض، وحتى اقتراح خطط علاجية بناءً على بيانات المرضى. في بعض الحالات، أثبتت الأنظمة الذكية تفوقها على الأطباء في التشخيص المبكر لبعض السرطانات، مثل سرطان الجلد وسرطان الثدي.
لكن… هل يعني ذلك أن مستقبل الطب سيكون بلا أطباء؟ الجواب ليس بهذه البساطة.
الذكاء الاصطناعي لا ينام، ولا يشعر بالتعب، ويمكنه تحليل آلاف الحالات في وقتٍ قصير، مما يجعله أداة لا غنى عنها لتسريع التشخيص وتحسين جودة الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن الطبيب لا يقدم فقط تشخيصاً وعلاجاً؛ بل يلعب دوراً إنسانياً بالغ الأهمية. قدرة الطبيب على التعاطف، وطمأنة المريض، والتعامل مع التعقيدات النفسية والاجتماعية، هي عناصر لا يمكن للآلة محاكاتها بشكلٍ كامل.
💡
السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن الذكاء الاصطناعي لن يحل مكان الطبيب، بل سيصبح شريكاً له. هذا التعاون سيمنح الأطباء أدوات أكثر قوة ودقة، ويوفر لهم الوقت للتركيز على الجوانب الإنسانية للمهنة، مثل التواصل مع المرضى واتخاذ القرارات المعقدة.
الذكاء الاصطناعي قد يكون “ذكيّاً”، لكنه ليس “حكيماً”. لا يمتلك الحكم الأخلاقي، ولا يعرف مشاعر القلق أو الأمل التي يعيشها المرضى. الطبيب، رغم كل التحديات، يبقى جوهر الممارسة الطبية، والذكاء الاصطناعي يبقى وسيلة لتعزيز دوره لا لاستبداله.
هل ترى أن الآلات قد تتجاوز البشر في مجال الصحة؟ أم أن لمسة الطبيب تبقى لا تُستبدل ؟
Views: 30