قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الخطيئة الأخيرة بحقّ القدس هي ما إدعاه ترامب بشأنها بتحدٍ سافر لمشاعر المسلمين والمسيحيين، لافتاً إلى أن العجز الدولي حال دون تطبيق عشرات القرارات الدولية بحقّ القدس، فإلى أين يذهب الشعب الفلسطيني المظلوم؟.
وأكّد عباس في افتتاح المؤتمر العالمي لنصرة القدس الذي ينظمه الأزهر في القاهرة "نحن في خِضم تحديات كبرى وفي مواجهة كبرى تستهدف القدس بكل ما تمثله من قيم تاريخية وانسانية وحضارية"، مضيفاً أن "لن نثق بأميركا وكونها حكماً بيننا وبين إسرائيل".
كما اعتبر أنه لن يذهب للإرهاب والعنف بل سيطالب بحقوق الشعب الفلسطيني بالطرق السلمية، مشيراً إلى أن بهذا القرار الخطير أخرجت الولايات المتحدة الأميركية نفسها من عملية السلام.
وفي وقتٍ أكد فيه أننا"لن نرتكب حماقة 48 ونغادر أرضنا"، لفت إلى أنه لن يقبل بأي كلام حول القدس لا من ترامب ولا من غيره فالقدس هي عاصمة فلسطين.
وتابع عباس قائلاً إن قرار ترامب لن يعطي الشرعية لإسرائيل في القدس ولن يمنح الاحتلال حقاً لا في سمائها ولا في أرضها، مضيفاً أن القدس بوابة الحرب كما هي بوابة السلام وعلى ترامب أن يختار.
كذلك لفت إلى أن القرار الأميركي حول القدس أتاح الفرصة لإسرائيل لإعادة رسم حدود المدينة بهدف ضمان أغلبية يهودية فيها، مؤكداً أنه لم يعد بالإمكان السكوت على هكذا عدوان ويجب التحرك ضد الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات.
من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته بالمؤتمر أن القرار الأميركي بتجميد الأموال المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) يستهدف "إلغاء قضية اللاجئين"، معتبراً أن هذا القرار "لا يأتي بمعزل عن قرار الاعتراف بالقدس". كما رأى أن هذا القرار "يستهدف التعليم الفلسطيني والصحة الفلسطينية وإلغاء قضية اللاجئين".
وأشار أبو الغيط إلى أن إسرائيل أعلنت قبل أيام عن بناء "عن مزيد من المستوطنات، أي سلب الأرض". ولفت إلى أن الإسرائيليين يعملون طبقاً لمخطط تشاركهم فيه وتساعدهم عليه الولايات المتحدة، القدس، اللاجئين، الارض".
وشدد أبو الغيط "علينا نحن العرب أن نتصدى".
بدوره، قال شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب إن مصير الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال إن عاجلاً أو آجلاً، داعياً إلى الصمود والثبات في وجه السياسات الاسرائيلية.
وأكّد الطيب أن التصدي للعبث الصهيوني الهمجي بحق فلسطين ومقدساتها الذي تدعمه قوى دولية ضرورة ملحة.
وتستضيف القاهرة مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبحضور قادة وممثلين عن 86 دولة.
ويأتي المؤتمر الذي دعا إليه شيخ الأزهر أحمد الطيب على خلفية القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
وبحسب الموقع الرسمي للأزهر فإن "المؤتمر، الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، سيناقش عدة محاور رئيسة تركز على استعادة الوعي بقضية القدس، والتأكيد على هويتها العربية الإسلامية، واستعراض المسؤولية الدولية تجاه المدينة المقدسة، باعتبارها خاضعة للاحتلال، والتأكيد على أن القانون الدولي يلزم القوة المحتلة بالحفاظ على الأوضاع القائمة على الأرض".
الميادين
Views: 3