بعقل مدبر واحد وأدوات تنفيذ متعددة وبتزامن مدروس نفذت منصات العدوان أمس سلسلة اعتداءات على الدولة السورية ومواطنيها وممتلكاتهم وبنيتها التحتية في ظرف ساعات قليلة
بدأت فجرا باعتداء التنظيمات الارهابية المدعومة من نظام أردوغان بريف حماة الشمالي واستتبعته باعتداء مماثل مساء على نقاط الجيش بريف اللاذقية الشمالي تزامنا مع إمعان “التحالف الأمريكي” في اعتداءاته بالأسلحة المحرمة دوليا على المدنيين بريف دير الزور قبل أن يختتم العدو الصهيوني سلسلة اعتداءاته منتصف الليل باستهداف بلدة حضر بريف القنيطرة بالقذائف.
بات واضحا أن إقدام التنظيمات الإرهابية على تنفيذ اعتداءاتها بريفي حماة واللاذقية وتكرار خروقاتها لاتفاق منطقة خفض التصعيد يأتي في سياق محاولاتها العبثية لفرض واقع ميداني جديد يتيح لها مزيدا من الوقت قبل مواجهة مصيرها المحتوم على يد الجيش العربي السوري من جهة وفي سياق نهجها الإرهابي التخريبي الذي ترى فيه مبررا لاستمرار تلقيها الدعم من مشغليها في الخارج من جهة ثانية.
وتصدت وحدات من الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي فجر أمس لهجوم مجموعات إرهابية بأعداد كبيرة على النقاط العسكرية على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي مستخدمة أنواعا متعددة من الأسلحة بعد تمهيد ناري على نقاط “المداجن-زور الحيصة-خربة معرين” في ظل أجواء جوية سيئة وعاصفة ما أسفر عن القضاء على عشرات الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وارتقاء عدد من الشهداء من جنودنا البواسل.
وانسجاما مع دوره كأحد أطراف الحرب على سورية ورعايته مجموعات إرهابية انتشرت في المنطقة الجنوبية بريفي القنيطرة ودرعا فإن العدو الإسرائيلي الذي دأب في كل مرة كان يتلقى فيها الإرهابيون ضربات حاسمة من الجيش العربي السوري ويحيق بهم خطر الفناء أقدم على الاعتداء بالقذائف على بعض المناطق بريف القنيطرة لرفع معنويات ما تبقى من جيوب هؤلاء الإرهابيين ولإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرض لها.
وفي الجزيرة السورية واصل “التحالف الأمريكي” اعتداءاته الهمجية على الأهالي والبنى التحتية في المنطقة مخلفا وراءه أرضا محروقة تنفيذا لأجندته البعيدة كل البعد عن أهدافه المعلنة والمتمثلة بمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وغيرها من الشعارات التي تتغنى بها ماكينات الإعلام الأمريكية والغربية.
مراقبون ومحللون وخبراء عسكريون يتساءلون عن حقيقة التصريحات التي أطلقتها واشنطن منذ أيام عن سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي وميليشيا “قسد” على آخر جيب لتنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة الباغوز ومزارعها على الحدود مع العراق في ظل استمرار طيران “التحالف الأمريكي” في قصفه الكثيف بالأسلحة المحرمة دوليا للمنطقة ما يؤدي إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين جلهم من النساء والأطفال حيث يقصف يوميا المنطقة بقنابل الفوسفور الأبيض متجاهلا كل القوانين والشرائع الدولية.
إن استمرار دول هذا “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة في ارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين وتدمير بيوتهم ومصادر عيشهم وتجاهلها ميثاق الأمم المتحدة ومرجعية مجلس الأمن الدولي يشير إلى استخفاف دول هذا “التحالف” بميثاق الأمم المتحدة وبمجلس الأمن وبأحكام القانون الدولي كافة ويعري أيضا زيف ونفاق هذه الدول التي لا تستهدف في عملياتها العسكرية تجمعات تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة دير الزور بل تستهدف بشكل خاص المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين السوريين الأبرياء لتدميرها وتسليمها يبابا منثورا للميليشيات والتنظيمات التي تدعمها في المنطقة لإعادة تشكيلها وفق مصالحها في تغيير ديمغرافي يحقق استمرارية أذرعها الجاهزة تحت الطلب لتنفيذ أي مهمة تطلب منها.
وفي سياق خدمة شعاراتها المعلنة والمحشوة بمخططات تخريبية تكفل مصالحها في المنطقة تجد واشنطن في “التحالف” الذي أنشأته وسيلة مثالية لتسويق أكاذيبها التي بدأت تنكشف على نطاق واسع أمام الرأي العام بخصوص محاربتها تنظيم “داعش” الإرهابي ولا سيما مع افتضاح صفقتها الأخيرة مع التنظيم التكفيري والتي أفضت الى خروج آمن لإرهابيي التنظيم وقياداتهم من المنطقة إلى أماكن حددت بالاتفاق بين الطرفين مقابل اطنان من الذهب المسروق من قبل إرهابيي “داعش” من العراق وسورية ونقله إلى الولايات المتحدة ولخدمة هذه الأكاذيب وتسويقها تواصل طائرات “التحالف” قصف المناطق التي كان ينتشر فيها التنظيم الإرهابي وتحويلها إلى أرض محروقة.
هذه هي منصات العدوان على الدولة السورية وعلى شعبها وبنيتها التحتية وقد أظهرت بالأمس انسجامها للعلن من خلال اعتداءات منسقة ومدروسة الوسائل والأهداف بما لا يدع مجالا للشك في الترابط العضوي فيما بينها بمسميات مختلفة وفي أماكن مترامية من الجزيرة السورية شمالا إلى أرياف ادلب وحماة واللاذقية وسط سورية مرورا بقاعدة الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية شرقا وصولا إلى ريف القنيطرة جنوبا حيث مربط الفرس بالنسبة لكل استراتيجيات هذه المنصات وتكتيكاتها المتمثلة بضمان “أمن” كيان الاحتلال الإسرائيلي.
"سانا"
Views: 1