لا يحق لدولة مثل بريطانيا سجلها زاخر بالجرائم الاستعمارية واضطهاد الشعوب غرباً وشرقاً وهي مازالت تنتج التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتحتضنها أن توجه الاتهامات للآخرين وأن تزعم أن حزب الله يزعزع الاستقرار في المنطقة وهي الغارقة في تقديم كل أشكال الدعم لمجموعات الإرهاب والإجرام التي ارتكبت ما لا يخطر على بال من فظائع وتخريب وتدمير وحرمت بلداناً ومجتمعات بكاملها من الأمن والأمان والاستقرار, وإذا كان القرار البريطاني يرمي فيما يرمي إليه التغطية على جرائم بريطانيا في صناعة الأساليب المتطرفة وما سفكته من دماء غزيرة وما خلفته من مآسٍ فإنه فضح في الوقت نفسه مدى ارتباط الحكومة البريطانية بالإرهاب وعمق التبعية للأجندة الأمريكية القائمة على رعاية المجموعات الإرهابية في العالم.
لا يخفى أيضاً أن الخطوة البريطانية جاءت في سياق حملة التصعيد الأمريكية – الإسرائيلية على منظومة المقاومة وهي تشكل بمعنى من المعاني رداً انتقامياً من انتصارات هذه المنظومة على المشروع الغربي وتوابعه من الأنظمة الخليجية والتي لعب فيها حزب الله دوراً كبيراً في هزيمة الإرهاب, ومن هنا كان استهدافه من قبل رعاة العصابات الإرهابية ومشغليها إلا أن القرار البريطاني بقي معزولاً ولم يلقَ الاستجابة المتوقعة من بلدان أخرى ورفضت فرنسا وكثير من الدول الأوربية الانسياق وراءه رغم أن الضغوط الأمريكية المتزايدة المستمرة والمتواصلة بشتى الطرق لتحذو دول أخرى حذو بريطانيا التي غلب عليها الطبع الاستعماري القذر على أي طابع تحرري مزيف تتظاهر به
Views: 7